دافع أول أمس مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ليون بانيتا، عن استعمال واشنطن لطائرات بدون طيار، سواء لمهاجمة قيادات تنظيم ما يسمى "القاعدة" أو رصد تحركات تنظيمات إرهابية أخرى، منها "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في شمال مالي، وأن محاربة الإرهاب والانتصار على ما يسمى التنظيمات الإرهابية المسلحة يبقى من أولويات الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكر ليون بانيتا في واشنطن، أن التنظيم الإرهابي "القاعدة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تعمل تحت لوائه في مختلف المناطق من العالم، بما فيها تنظيم ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، تبقى التهديد الأكبر في مجال الأمن العالمي من جهة، والمصالح الأمريكية وحلفائها من جهة أخرى، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الهدف الأساسي لواشنطن في الوقت الراهن يتمثل في تعطيل وتفكيك وهزيمة التنظيمات الإرهابية، من خلال الضغط على عناصرها القيادية كواحدة من السياسات الأمنية الجديدة التي اتخذتها الدول المحاربة للإرهاب في العالم للقضاء على الجماعات المسلحة، بعد التقارير الايجابية التي تقدمها مختلف الجهات الأمنية من عدة دول، وأثبتت أن هذه الإستراتيجية تعمل بشكل جيد، بما فيها "فعالية استعمال الطائرات في استهداف التنظيمات الإرهابية لدقتها وقلة الخسائر الجانبية التي تصيب السكان المدنيين، وأصبحت السبيل الوحيد لمواجهة قيادات التنظيمات الإرهابية ومحاولة تعطيل عملها". وأكدت مصادر متابعة لملف "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في دول الساحل أن تواجد الطائرات العسكرية الأمريكية في شمال مالي يدخل ضمن الإستراتيجية الجديدة التي تعتمدها واشنطن في تتبع القيادات الإرهابية لتنظيم الإرهابي "دروكدال" في المنطقة، بعد رفض الجزائر لأي تواجد غربي فوق أراضيها، في محاولة منها للضغط على سلطات دول الساحل، تمهيدا لتكريس تواجد عسكري في الجهة، مشيرة في السياق ذاته إلى أنها من بين الأسباب التي أخرت العملية العسكرية المشتركة بين دول الساحل ضد تنظيم ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، والتي فتحت مجال التفاوض بين تنظيم "دروكدال" ومختلف الاستخبارات الغربية لأجل تحرير الرهائن الغربيين المحتجزين لدى عناصر التنظيم الإرهابي، وقد تستهدف قيادة تنظيم "دروكدال" حسب الإستراتيجية المتبعة من طرف واشنطن في تعاطيها مع التنظيمات الإرهابية في العالم.