أعلنت أمس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ميلاد لجنة الدفاع عن ضحايا الأخطاء الطبية، تعمل تحت لوائها، وتهدف هذه اللجنة، حسب ناطقها الرسمي عبد الناصر ورغي، إلى العمل على التبليغ عن الأخطاء الطبيبة مهما كان نوعها والدفاع عن ضحايا هذه الأخطاء من خلال تعريفهم وتوعيتهم بحقوقهم، بالإضافة إلى تفادي وقوع أخطاء طبية في المستقبل سواء في القطاع العام أو الخاص• وفتحت الرابطة في ندوة صحفية، احتضنتها أمس بمقر ها الوطني وأدارها الحقوقي نورالدين بلمهوب، الباب لضحايا الأخطاء الطبية وعائلاتهم للحديث عن معاناتهم في ظل صمت السلطات الرسمية وتهرب المسؤولين عن هذه الأخطاء عن تحمل نتائج أخطائهم• وقد قال الضحية يزيد قازدي إن رئيس مصلحة طب العيون بمستشفى بني مسوس، الذي برأته العدالة من تهمة الخطأ الطبي، يعد المسؤول الأول عن فضيحة فقدان 31 شخصا لبصره، نتيجة حقنهم بدواء ''الأفاستين'' المخصص حصريا فقط لمرضى سرطان القولون، حيث استدل في قوله بحالته الصحية التي تعقدت بعد دخوله لهذه المصلحة بتاريخ 11 جوان 2007 وفقده البصر على مستوى عينه اليسرى، على أساس وجود ميكروبات وجراثيم على مستوى قاعة الجراحة• وفي هذا الصدد تساءل عن خلفية إخضاع 31 شخصا للعمليات على مستوى نفس القاعة عوض تغييرها، رغم مرور شهر من اكتشاف مصلحة طب العيون وجود هذه الجراثيم• وبينما تحدث الضحية أيضا عن وقوعه ضحية لمحاميه الذي لم يراع ضميره المهني لأنه ضيع له حقوقه، روت زوجة الضحية، التي طلب منها بلمهوب سرد الحياة التي تعيشها العائلة بعد فقدان زوجها لبصره، بكل ألم، أن حياتهم تغيرت بعد تأزم الوضع الصحي لزوجها، فهي تذكر أنه كان رائعا، هادئا وطيبا، أما اليوم فهو قلق ومزاجي جدا بعد فقدانه للبصر، حيث حبس نفسه في البيت لمدة عام، كان يرفض فيها الخروج حتى لا يسمع كلمة ''مسكين''، فالألم الذي صاحب فقدانه لبصره يعجز اللسان عن التعبير عنه• وقد حيا بلمهوب هذه الزوجة التي تحملت آلام زوجها• وفي حالة أخرى وجدت السيدة نادية نفسها مطلّقة بعد أن فقدت بصر إحدى عينيها نتيجة حقنها بالأفاستين• من جهته سرد ابن الضحية بلعيد بوعون ظروف الحياة التي أصبح يعيشها والده بعد فقدانه لبصره نتيجة حقنه بالأفاستين، قائلا إنه لا يمكن التعبير عنها، وأن والدته عانت المر وهي تحاول الوقوف إلى جانب زوجها، فهي تحملت سخطه وقلقه وغضبه وآلامه معا• وخلص جميع المشاركين إلى ضرورة دق ناقوس الخطر، وأن يتحمل الجميع مسؤولية أخطائهم، خاصة في ميدان الصحة، التي لا يمكن التلاعب بها، كون ذلك يؤدي إلى التلاعب بأرواح الناس•