ثمّن السفير السوداني في الجزائر أحمد حميد إقبال الولاياتالمتحدة على مراجعة سياستها المتشددة تجاه السودان، خاصة إذا تمت مواصلتها إلى النهاية• ورغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية إلا أن ممثل السودان بالجزائر لم يستبعد أن يساعد انفتاح السياسة الأمريكية على السودان وتخفيف العقوبات في حل قضية توقيف الرئيس السوداني عمر البشير بقرار المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم في إقليم دارفور• وحول الزيارة التي تقوم بها وزيرة الشؤون الخارجية هيلاري كلينتون لعدة دول إفريقية وبداية اهتمامها بإفريقيا، تحدث الدبلوماسي السوداني عن زيارة مرتقبة للوزيرة الأمريكية في إطار مراجعة العلاقة بين البلدين• للإشارة فإن الطرح الجديد الذي قدمه المبعوث الأمريكي للسودان سكوت غرايشن والذي طالب من خلاله برفع العقوبات عن السودان ورفع اسمه من قائمة الإرهاب وتطبيع العلاقات السودانية الأمريكية، يمثل موقفاً إيجابياً متقدماً يتطلب أن تسير عليه الإدارة الأمريكية وتنفذه بأسرع وقت ممكن باعتبار أن ذلك يؤثر على مجمل الملفات الخلافية بين الطرفين ويقود إلى حلها، كما أنه بمثابة حافز للحكومة السودانية لحل أزماتها المختلفة ومن بينها أزمة دارفور والتنفيذ السلس لاتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب• وحسب محللين فإن تنفيذ هذا الطرح الجديد أصبح مطلبا ملحاً، ليس سودانياً فقط، وإنما أمريكيا ودوليا، وبما أن أمريكا هي المحرك الأساسي لكثير من القضايا الدولية ومن بينها قضايا السودان والتي ظلت تلعب فيها الدور الرئيسي إيجابا وسلبا، ولذلك لابد من تطبيع العلاقات مع الخرطوم ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ورفع العقوبات حتى تكون واشنطن وسيطا مقبولا ونزيها خاصة أن تدهور العلاقات السودانية الأمريكية أعاق كل المساعي المبذولة لحل أزمات السودان وأعاقت جهود التطبيق السلس لاتفاقية السلام وإقامة التنمية بسبب العقبات التي تشكلها العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان• ثم إن الحكومة السودانية من حقها أن تتحفظ على أي دور أمريكي وتطالب برفع اسم السودان وتطبيع العلاقات، باعتبار أن ذلك مطلب عادل وقانوني فليس من المعقول ألا تطبع واشنطن علاقتها مع السودان وتتدخل كوسيط لحل قضاياها وليس من المعقول أيضا أن تتمسك واشنطن بوضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهي تدرك تماما أن السودان لا يدعم الإرهاب وأنه تعاون مع الإدارة الأمريكية في هذا المجال، كما أنه ليس من المعقول أن تطالب واشنطن بتطبيع اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب وتصر على فرض العقوبات الاقتصادية على السودان الأمر الذي يجعل من إعادة تعمير الجنوب والمناطق المتضررة بالحرب أمراً مستعصياً•