الإرهاب استمر في الجزائر لمدة 20 سنة كاملة، ولم يجدوا له الحل المناسب الذي يوقفه! ولم تنفع مع الإرهاب•• لا سياسة الرجال الواقفون •• ولا سياسة الرجال القاعدين •• والمصالحة الوطنية ولا حتى سياسة المسالحة النضالية! الكل باء بالفشل •• واستمر الإرهاب 20 سنة وألحق أضرارا بالغة بالوضع العام للبلاد في المجالين السياسي والاقتصادي! اليوم يظهر بعبع آخر اسمه ''الفساد'' وقد عمّر هو الآخر 20 سنة كاملة يضرب بقوة •• فمنذ قضية موحوش و26 مليار دولار لعبد الحميد براهيمي عام 1991 •• والفساد ينتشر ويكسب مواقع جديدة ضد الدولة وأجهزتها! حتى بات الفساد يتمتع بالأغلبية المريحة في أجهزة الدولة المختلفة! لذلك عندما طرحت فكرة العفو الشامل عن الفساد توازيا مع فكرة العفو الشامل عن الإرهاب رفضت الفكرة من طرف المفسدين لأنهم أصبحوا أغلبية•• ولا يحق لغير المفسدين وهم الأقلية أن يصدروا عفوا عن المفسدين الذين يشكلون الأغلبية •• حتى أن أحد المفسدين الأقوياء قال: ''يحق لنا أن نصدر عفوا عن غير المفسدين، وهم أقلية في أجهزة الدولة ونتركهم يأكلون الخبز لأننا كمفسدين ديمقراطيين لا نضطهد الأقلية! واليوم لا يوجد مسؤول واحد في أجهزة الدولة الجزائرية لم تلفه العدالة أو الصحافة أو حتى راديو الرصيف بملف فساد! المصيبة أن سراق الجزائر غير وطنيين، هم سراق، حرافة! يسرقون بالمناصبة ويحوّلون مايسرقون إلى الخارج! فهل من الصدفة أن السراق الكبار يحوّلون ما يسرقون إلى لندن وإسبانيا وباريس وجنيف والمغرب وإيطاليا والخليج •• ولبنان وحتى مصر؟! ومعنى هذا الكلام أن الجزائر تصلح مستثمرة للسراق ولكنها لا تصلح وطنا يقيم فيه السراق! فضلا عن أنها تصلح مكانا يطمئن فيه السراق على أموالهم !