تستعيد العلاقات العائلية التونسية فى شهر رمضان المبارك الدفء الذى سرقته منها حياة المدن الصاخبة، ونسق الحياة العصرية الذي بات يميز سير الشأن اليومي للمواطن التونسي• ويعتبر التونسيون رمضان شهر ''اللمّة'' مع العائلة بدرجة أولى، إذ يمثل فرصة نادرة للم شمل أفراد الأسرة التونسية حول مائدة إفطار واحدة، بعد أن شتتتها ظروف الحياة الجديدة طوال أيام السنة• ومن العادات الموروثة التى تواكب هذا الشهر الكريم منذ ليلة دخوله التى يطلق عليها فى تونس ''ليلة القرش''، ما تعده التونسيات فى تلك الليلة من حلويات• ويلاحظ خلال شهر رمضان، ما يشبه ''الكرنفال'' في صناعة الخبز، حيث تتنافس المخابز التونسية فى كامل البلاد على إعداد أشكال مختلفة وأصناف عديدة من الخبز، سواء المصنّعة من القمح أو الشعير أو الذرة• ومن الخصوصيات الرئيسية في شهر رمضان الفضيل، يأتي المسحراتي الذي يطلق عليه في تونس (بوطبيلة/ضارب الطبلة)•• ويضفي المسحراتي أجواء رمضانية على الحارات التى يجوبها قبيل فترة من موعد السحور، من خلال نقر الطبل والمناداة على النائمين للنهوض والاستعداد للسحور، وهي مهمة يتطوع لها بعض الأفراد بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدوائر البلدية، تجنبا للفوضى•