كشفت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية أن الرئيس بوتفليقة سيجري لقاء مع نظيره الليبي امعمر القذافي، أثناء الزيارة التي تقوده هذه الأيام للعاصمة طرابلس، حيث سيتناول الطرفان، حسب ذات المصادر، بالمناسبة بالحديث عن ملف المساجين الجزائريين المحبوسين بمختلف السجون الليبية، لإيجاد حل نهائي له بعدما ظل يراوح مكانه منذ مدة طويلة، على الرغم من أن السلطات الليبية كانت في كل مرة تعبر عن استعدادها لطي هذا الملف وتسويته• وصرحت ذات المصادر ل''الفجر'' أن الزيارة التي تقود الرئيس بوتفليقة خلال هذه الأيام إلى الجماهيرية الليبية بمناسبة انعقاد القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي الخاصة بحل النزاعات الإفريقية، وكذا الندوة الإفريقية حول التغيرات المناخية، ومرور الذكرى ال40 على ثورة الفاتح سبتمبر، تمثل كلها مناسبة سانحة ومواتية لتوصل الجزائر وليبيا، من خلال اللقاءات الهامشية التي ستجمع رئيسي البلدين إلى منفذ واتفاق ثنائي نهائي حول ملف المساجين الجزائريين بليبيا والمقدر عددهم حسب مصادر مؤكدة بحوالي 90 مسجونا، بينهم 8 حالات يشتبه في إصابتها بمرض الإيدز رفضت المصالح المختصة بليبيا إجراء تحاليل طبية لها في وقت سابق• وركزت ذات المصادر على هذا الطرح، بناء على عدة استدلالات، تصب في مجملها حول التصريحات التي أدلى بها سيف الإسلام نجل العقيد القذافي، خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى الجزائر، والتي عبر من خلالها عن استعداد بلده لإطلاق هؤلاء المساجين، من خلال تجميعهم في سجن ''الجديدة'' بعدما كانوا متواجدين في عدة سجون، عبّر عدد هام منهم عن استيائهم من الوضعية التي يعيشونها هناك من خلال إخاطة أفواههم، كما استنكرت عائلاتهم تكديسهم بمخلتف السجون• ورجح مصطفى فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، في اتصال هاتفي ب''الفجر''، بأن يخرج اللقاء الذي سيجمع الرئيس بوتفليقة والعقيد امعمر القذافي، باتفاق بين البلدين يقضي بالإفراج عن المساجين الجزائريين بليبيا وتسليمهم إلى الجزائر وهذا ''بمناسبة مرور الذكرى ال40 لثورة الفاتح سبتمبر التي تصادف يوم غد''• وأضاف في هذا الصدد ب''أننا نعلق آمالا كبيرة حول هذا اللقاء الذي من المفترض أن يجمع الرئيسين بالعاصمة الليبية طرابلس''• وكان مصطفى فاروق قسنطيني كشف ل''الفجر'' في أعدادها السابقة أنه من المفترض جدا أن يتم إطلاق سراح المساجين الجزائريين بليبيا خلال الأيام الأولى من شهر رمضان الحالي كمبادرة من العقيد القذافي الذي سبق وأن زار نجله سيف الإسلام الجزائر، وأفاد بأن بلاده ستبادر قريبا بالإفراج عن هؤلاء المساجين• وعبر عبد القادر قاسيمي ممثل عائلات المساجين بليبيا عن أمله في توصل الرئيس بوتفليقة والعقيد القذافي خلال اللقاء الذي سيجمعهما بالعاصمة الليبية طرابلس ''لتسوية هذا الملف وإيجاد حل نهائي له من خلال الإفراج عن المساجين الجزائريين بهذا البلد''• وصرح في ذات الصدد بأنه وجه عدة نداءات مؤخرا للسلطات الليبية تصب في هذا الإطار عن طريق الصحافة، وهذا بمناسبة الإفراج عن المقريحي المتهم الرئيسي في قضية تفجيرات لوكربي، ونفى إدلاءه بأي تصريحات لبعض وسائل الإعلام المكتوبة مؤخرا حول ''إمكانية الإفراج عن المساجين ال90 بليبيا قبل الزيارة التي ستقود بوتفليقة لهذا البلد''• وظل ملف المساجين الجزائريين المحبوسين بليبيا يراوح مكانه منذ مدة طويلة دون الوصول إلى حل نهائي له، على الرغم من التأكيدات التي كانت تطلقها السلطات الليبية في كل مرة، حول سعيها لإطلاق سراحهم وتسليمهم للجزائر، وهي الوعود التي تبقى حسب مصادرنا ''مجرد أقوال لم يتم تجسيدها على أرض الواقع''•