وأثناء تجولنا بين الأرصفة المحاذية لسوق الشرافة، كان لنا حديث مع بعض الباعة، حيث أبدى ناصر اهتمامه بتوفير كل مستلزمات المدرسة التي تزينت بها طاولته، ويؤكد أن تجارته في هذا المجال أخذت منحى الربح السريع الذي غيّر الكثير من الروتين الذي عاشه خلال الفترة الأخيرة· وأضاف أن ما يميز سوق هذا العام هو دخول أصناف جديدة ومتنوعة الأشكال والألوان للمعروضات المدرسية عنده لم تكن معروفة من قبل، بالإضافة إلى حرص الباعة على الاستفادة من الإعلانات المتوفرة عبر الصحف أو بعض القنوات التي تحمل صور لبعض الشخصيات الكرتونية أو الأفلام المحببة لدى الكثير من الأطفال بحيث يتنافس على اقتنائها أغلبهم، كما خصصت بعض المحلات مواقع محددة في داخلها لعرض وبيع الأدوات المدرسية· في جانب آخر يمثل موسم العودة إلى المدارس مأساة حقيقية لدى بعض الأسر، نظرا للصعوبات المالية والظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها هذه الأخيرة والتي تزامن مع عدة مناسبات متتالية، والتي من جرائها لا تستطيع تلك أن تستوفي جميع المتطلبات والمستلزمات المدرسية لأبنائهم وتكتفي ببعض منها فقط فتشكل عبئا إضافيا يرهق كاهل الآباء، ما يؤدي للشعور بالإحباط والإحساس بالنقص عند الأطفال، خاصة عندما يشاهدون أقرانهم قد أكملوا جميع متطلباتهم المدرسية· وكان التزاحم على الأدوات المدرسية والمكتبية من أهم ما ميز شوارع العاصمة هذه الأيام· وحسب بعض الأولياء الذين اصطحبوا أولادهم من أجل اقتناء مستلزمات الدخول المدرسي فإن الغلاء قد مس كل جوانب الحياة، ولم يقف عند الأدوات المدرسية فقط، مشيرا إلى أن ثمن الحقائب المدرسية والأدوات مرتفع جدا مقارنة بالعام الماضي· من جهة أخرى التزم بعض الباعة بالتخفيضات رغبة في جذب المتسوقين لشراء احتياجات أبنائهم من كتب ودفاتر وحقائب وغيرها، التي تجعل المرتادين على طاولاتهم يتزايدون أكثر· وبهذا فقد استحسن الكثير هذه المباراة التي اعتبروها مساعدة تخفف مصاريفهم التي أرهقتهم·