لا تخلو حلقات الحديث لهؤلاء الشيوخ من إثارة أخبار أمثالهم الذين تزوجوا في سن متقدمة، ويترصدون كل خبر عن شيخ كبير في السن أعاد الزواج بشابة صغيرة لأن ذلك يشجعهم على الزواج وتحدي أسرهم، خاصة أولادهم الكبار والمحيط الاجتماعي• هجران زوجاتهم لهم يدفعهم للزواج الحاج مسعود البالغ من العمر 81 سنة، متقاعد بعد عمله في شركة فرنسية بالخارج، تزوج فتاة عمرها 22 سنة هي الزوجة الثانية بعد أن تحولت الأولى كما يقول إلى ''كومة بشرية'' لا حراك فيها، وهجرته منذ سنوات عديدة وأصبحت تنام مع أحفادها وحفيداتها في غرفهم• يقول نكاية في أفراد أسرته:'' هذا جزاؤهم لكونهم تخلوا عني، لم يعد أحد يسمعني وصرت مرميا كالكلب لا يفتكرونني بطعام أو شراب أو ملبس أو حتى تقديم الدواء إلا إذا طلبت ذلك''• لكن الزوجة الصغيرة ماذا قدمت لعمي علي من تعويض عما يقول إنها أضرار لحقته من زوجته الأولى؟ يجيب: ''لقد أنجبت لي طفلة جميلة، حينما أقبّلها وأضمها إلى صدري أشعر أن الله أعطاني عمرا ثانيا من أجلها، لقد أعادتني عروسي إلى أيام صباي وقتلت غول شيخوختي، يوميا تهتم بي، ترعاني في كل شيء، وتمطرني كل يوم بنكت مضحكة''• ويضيف أنها مرحة استطاعت أن تنجح في تكوين علاقات جيدة مع حفيداته إلى درجة أن زوجته الأولى قبلت بالواقع الجديد، وأصبحت تسدي النصائح لضرتها الصغيرة• أما عمي سعد، البالغ من العمر 92 سنة، فإن مبررات زواجه هو كونه مؤذنا ماتت زوجته منذ سنين ويرفض أن يبعث يوم القيامة أرملا• يقول: ''قررت الزواج منذ أربع سنوات، شرع الله يؤكد بأن شراركم عزّابكم، أريد أن أقابل وجه ربي وأنا متزوج• زوجتي عمرها 28 سنة وأنجبت لي ولدا عمره الآن ثلاث سنوات''• بعض أصحاب الدكاكين الذين يتردد عليهم عمي سعد أكدوا أنه بعد زواجه مباشرة شرع يشتري من محلاتهم الحلوى والشوكولاتة والعلك وزجاجات من العطور الباهض الثمن، وكان يخبرهم دون خجل أو تردد إنها هدايا صغيرة للعروس الجديدة• المشكلة الوحيدة التي يعانيها عمي سعد هي أن الطفل الصغير ليس لديه الحق في المنحة العائلية، حيث أفهمه المسؤولون بصندوق التقاعد أنه يجب أن يكون يعمل في مؤسسة حتى يسدد له رب العمل حقوق الطفل، وهذا مستحيل• ويتساءل الحاج سعد:''ألا تفكر الحكومة في ضمان حقوق أولاد تم إنجابهم بعد سن التقاعد؟''• مصالح متبادلة بين الشيوخ وزوجاتهم الشابات الظروف الصعبة وكذلك المصالح الشخصية هي التي تجعل من شابات صغيرات، بعضهن لم يتخطين بعد سن المراهقة، القبول بشيخ على مشارف الموت• وذكرت إحدى الزوجات الشابات بأنها قبلت بالزواج والعيش في إحدى القرى المعزولة إنما لمنفعة شخصية بإلحاح من أهلها، طمعا في الثروة الطائلة لزوجها الشيخ والتي ستؤول إليها قريبا عن طريق الإرث، سوف تنعم مع أهلها في بحبوحة من العيش ويودعون الفقر إلى الأبد على حد تعبيرها• وتساءلت: ''ماذا بقي من حياة لشيخ طاعن في السن عمره 85 سنة، بينما أنا مازالت شابة وعمري 27 سنة، والمستقبل مفتوح أمامي على مصراعيه، خاصة أن مستواي التعليمي يصل إلى التاسعة أساسي''• أما الحاج لزهر، البالغ 75 سنة من العمر، ويستفيد شهريا من منحة التقاعد من فرنسا فهو يعرف كما يقول حقيقة مقاصد النساء•'' قبلت بي زوجا لسببين أولا، العنوسة لبلوغها من العمر 37 سنة، وثانيا لأنني سترتها بعد أن هرب عنها شباب الحي لفضيحة أخلاقية ارتكبتها مع أحد الأشخاص في لحظة طيش• إنها تنتظر أن تتحول إليها منحة التقاعد بعد وفاتي ثم تعيش حياتها بما أخلفه لها من ثروة''• ويضيف: ''لكن هيهات أن تصل إلى مبتغاها بعد أن حملت مني، وأرجو الله أن يرى المولود النور ويطيل في عمره حتى يكون وريثي''• وسألناه إن كان على يقين بأن زوجته حملت منه حقا لا من غيره ويجيب: ''وهل يوجد شيخ مغفل في الدنيا يجهل إن كان الجنين الذي في بطن زوجته من صلبه أم لا؟''، ثم راح يتحدث عن أعشاب خاصة وعقاقير طبية مساعدة على القيام بواجبه الزوجي• يترددون على الصيدليات بحثا عن العقاقير المقوية داخل محل مختص في بيع المواد شبه الصيدلانية، سألنا أحد الصيدلانيين الشباب هل يتردد على محله شيوخ طاعنون في السن لشراء أقراص الفياغرا؟، يجيبني بالنفي ثم يوضح ''إنهم لا يقصدون الصيدليات أو المحلات شبه الصيدلانية التي يديرها شباب، بل تلك التي يديرها أشخاص كبار في السن قصد عدم الوقوع في الإحراج''، ودلّنا على محل آخر لبيع المواد شبه الصيدلانية يزوره الشيوخ• يقول صاحب هذا المحل، وهو شخص متقاعد من قطاع الصحة، إن العديد من الشيوخ الطاعنين في السن والذين يتوكأ كثيرهم على عكازاتهم، يأتون يوميا ودوريا إلى المحل وبعض المحلات الأخرى من عدة قرى وأحياء بالمدن والبلديات لشراء وإعادة شراء أقراص الفياغرا الرخيصة الثمن والمهربة من الهند ودول شرق آسيا• ويؤكد الصيدلاني أنه يجهل فعلا كيف سمع هؤلاء الشيوخ بعقار الفياغرا، مرجحا أن يكون ذلك عائد إلى مخالطة بعضهم لأشخاص أصغر منهم سنا وأثاروا أمامهم الحديث عن أهمية هذه العقاقير الخاصة بمثل حالاتهم، وأصبحت شغلهم الشاغل هذه الأيام•