كان للكتاب هذه السنة حصة الأسد، ليس على مستوى الدعم الذي لازالت وزارة الثقافة تحرص على تقديمه لمختلف دور النشر الوطنية، في إطار سياسة دعمها للكتاب، والذي تجاوز سقف 1100 كتاب سنوياً، أنجز منها هذه السنة ما يقارب 850 كتاب، بل أيضاً على مستوى المبيعات وانتعاش سوق الكتاب التي شهدت نقلات نوعية من خلال بيع بعض العناوين دون غيرها، تماما كما حدث مع صاحبة الثلاثية الأكثر رواجاً في العالم العربي''ذاكرة الجسد''، ''فوضى الحواس''، ''عابر سرير''، والتي أطلت منتصف هذه السنة بكتاب حقق أعلى المبيعات في العالم حسب الإحصائيات التي قدمتها محلات ''فورجن ميقا ستورن'' المنتشرة في كل أنحاء العالم، الموسوم ب''نسيان•كوم''، والذي بيع منه في الجزائر أكثر من 1000 نسخة، وغير بعيد عن''نسيان•كوم''، تربع كتاب الروائي والإعلامي حميد قرين الموسوم ب''لن تدوم طويلاً''، على عرش المبيعات لهذه السنة، مما مكنه من الظفر بجائزة المكتبيين الجزائريين• وإن كان حظ مستغانمي وقرين في التتويج والترويج فقد كان لبعض كتابنا الآخرين الحظ مع التغييب من خلال سياسة سحب الكتب التي طالت العديد من كتابنا هذه السنة، ولعل أشهر كتاب أحدث ضجة كبيرة فور صدوره هو كتاب''بوطاخين''، للكاتب مهدي الجزائري، فيما لقي الكتاب التاريخي حضورا لافتا في أغلب التظاهرات الثقافية التي شهدتها الجزائر• ووجدت الكتب الوهابية القادمة من السعودية والمغرب مكاناً لها في الجزائر من خلال دخولها إلى معرض الكتاب الدولي الذي احتضنته الجزائر مؤخراً، دون أي رقابة تذكر إذ كان ل''الفجر''، وقفة طويلة مع تلك الكتب التي بيعت أغلبها تحت الطاولات فيما اختارت بعض دور النشر بيعها على أمام عيون محافظة المهرجان كعكة الكتاب في الجزائر، لم يستطع من ذاقها في السابق الاستغناء عنها، خصوصا مع قرب طلوع شمس تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011، حيث قرر عدد من الناشرين الجزائريين تأسيس تنظيم جديد، يكون موازيا للنقابة الجزائرية لناشري الكتب، فسارعوا إلى تأسيس تنظيم جديد لهم مع الرمق الأخير من سنة 2009، سموه فوروم ناشري الكتب• الذي يتزعمه الرئيس السابق للنقابة الجزائرية لناشري الكتب، ومدير دار القصبة، ومحافظ الصالون الدولي للكتاب إسماعيل مزيان، ويرافقه عدد من الناشرين الذين يرفضون الإطاحة بإسماعيل مزيان من رأس النقابة، والذين وقفوا بالفعل في أروقة السباق المحموم حول من يظفر بقائمة الكتب، التي ستصدر بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، إضافة إلى اقتراب موغد الإعلان عن المرصد الجزائري للكتاب الذي يتولى الإشراف وتسيير ملف الكتاب في الجزائر، وسيكون للناشرين الذي يحصلون على مقاعد فيه اليد الطولي في السيطرة على ملف الكتاب، وبالذات الأرباح المنتظرة منه• حياة سرتاح