شدد رئيس الوزراء الفرنسي السابق، دومينيك دو فيلبان، على ضرورة توحيد الإرادات بين الجزائروفرنسا من أجل كتابة تاريخ جديد، معتبرا أن الوقت قد حان من أجل طي صفحة من العلاقات بين البلدين بعد عشرية من قضايا ومواجهات وتحدث دو فليبان، الذي يجري الحديث عن ترشحه للرئاسيات الفرنسية بعد سنتين، ويعد خصما لساركوزي، بإيجابية عن توقيع معاهدة الصداقة بين الجزائروفرنسا، واعتبرها وسيلة للتطلع إلى المستقبل، والاستفادة حقيقة من التقارب التاريخي والثقافي والجغرافي مع الجزائر ولم يقف دو مينيك دو فيلبان عند التأكيد على رغبته هذه، بل لام ضمنيا خصمه نيكولا ساركوزي بقوله إنه لم يستفد من التقارب بين الدولتين لبناء علاقة مثالية وقوية، وحتى في بناء علاقات مع دول شمال إفريقيا بشكل عام· وقال ''لدي قناعة بأننا لم نستفد من التقارب التاريخي والثقافي والجغرافي مع شمال إفريقيا''، وركز على الحاجة إلى سياسات نشطة فيما يتعلق بالجزائر، بالنظر إلى الجراح الموجودة بينها وبين فرنسا· وفي إشارة منه إلى أهمية الجزائر وشمال إفريقيا عموما، في تنمية أوروبا، عبر دو فليبان، في حوار لموقع ''بوندي بلوغ'' الالكتروني عن ميله النابع من قناعة أن شمال إفريقيا مثل روسيا أو تركيا، قطب كبير بتوجهات أوروبية· وتشير تصريحات دومينيك دو فيلبان إلى نظرته المغايرة تماما لنظرة الرئيس الفرنسي الحالي، نيكولا ساركوزي، للعلاقات بين الجزائروفرنسا، حيث قال، في نص الحوار، ''لابد أن نوحد بكل قوة إرادتنا من أجل كتابة تاريخ جديد بين الجزائروفرنسا''· من جهة أخرى، وتعليقا عما وصف ب''الفوضى''، التي تسبب فيها بعض المهاجرين الجزائريين في فرنسا، خلال فوز الجزائر في مباراة التأهل إلى كأس العالم بالخرطوم ضد مصر، اعتبر دومينيك دو فليبان، أن التعبير عن الفرح والحماس أمرا مشروعا، غير أنه دعا إلى ضرورة أن يكون التعبير بطريقة متحضرة وليست على حساب الدولة التي يعيشون بها· وفيما يتعلق بمشكل الضواحي، خاصة وأن الحوار أجري خلال زيارة دو فيلبان لمدينة ''بوندي''، المعروفة بكثرة الجالية العربية المهاجرة، انتقد ضمنيا طريقة ساركوزي في التعامل مع ملف الضواحي التي عاشت أحداث شغب في السنوات الأخيرة، وقال المتحدث إنه عندما نشغل منصب مسؤولية لابد من التقرب من سكان الضواحي والواقع الذي يعيشونه للتأكد من فعالية السياسات المطبقة، معتبرا أن نجاح فرنسا يمر بنجاح منطقة الضواحي وباقي الأحياء، سواء تعلق الأمر بالشغل أو الأمن أو التمييز أو التكوين، لأن هذه المناطق، حسب دو فليبان، هي معقل الإبداع والحماس، وحتى لا يتحول الإبداع إلى إحباط لابد أن تنجح السياسات في فرنسا· وقال رئيس الحكومة السابق إن التقارب بينه وبين سكان الضواحي، وأغلبهم عرب ومسلمون، له أسبابه، منها أنه من مواليد شمال إفريقيا، وهو فخور بذلك، وله تجربة دولية وتجربة مع العدالة أيضا تمكنه من فهم الصعوبات، مشيرا إلى أن ملف الضواحي بحاجة عاجلة إلى أجوبة يتطلع لها هؤلاء وتستوجب التحرك· وقال ''إننا نكون أقوى عندما نكون قادرين على التوجه نحو الآخرين''، وانتقد المتحدث التعامل مع ملف الضواحي ''من فوق'' رغم أن مثل هذه الحالات تتطلب العمل على مستوى القاعدة مع المنتخبين المحليين والجمعيات والمواطنين· وأشار إلى إمكانية خلق حزب سياسي إذا تطلب نضاله ذلك·