أعطت الدولة في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا لقطاع الصناعات التقليدية والحرف، من خلال تحويله إلى قطاع منتج بإمكانه تقديم الإضافة لميزانية الدولة إذا استثمر في الجانب السياحي وكذلك الحفاظ على الموروث الثقافي، وفي هذا السياق كشف السيد مبروك أقرين مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالوادي، أن مصالحه سجلت لحد الآن أزيد من 2211 حرفي على مستوى الولاية استطاعوا توفير حوالي 4422 منصب شغل. أشار المتحدث ل“الفجر“ أن مصالحه تفتح أبوابها لكل صاحب حرفة ويريد الحصول على بطاقة حرفي من خلال مسابقة شهادة الكفاءة وإثبات المهنة، حيث إن الدولة أولت الاهتمام الكبير لهذا القطاع من خلال توفير الإمكانيات المادية الضخمة والأموال الكبيرة لدعم الحرفيين بالمواد الأولية التي عادة ما تمثل العائق الأساسي للحرفي، وذلك من أجل النهوض بالقطاع السياحي والحفاظ على الموروث الثقافي، خاصة الصناعات المتعلقة بمشتقات النخيل باعتبار الولاية تتوفر على النخيل لإحياء الصناعة السعفية التي أوشكت على الاندثار من خلال الاهتمام من طرف الوزارة في تشجيع الشباب الحرفيين، وأضاف أن الغرفة وفرت للحرفيين تكوينا خاصا في هذا المجال. وفي هذا الشأن أوضح مدير الغرفة بأن ولاية الوادي الوحيدة التي استفادت من 3 غرف جديدة للصناعة التقليدية والحرف في كل من المقر الرئيسي الكائن بحي الشط ببلدية الوادي وأخرى في كل من بلديتي فمار وجامعة، وذلك في إطار البرنامج الخماسي لفخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، حيث تحتوي هذه الغرف على محلات للحرفيين يمارسون نشاطهم بها دوريا من 3 إلى 4 سنوات، حتى يتسنى للجميع الاستفادة من هذه المحلات، كما تحتوي على فضاءات لتسويق المنتوجات التقليدية. كما أكد المدير على اهتمام الدولة بهذا القطاع من خلال استفادة عدد من حرفي الوادي من تكوين خاص من قبل الوزارة حول الطرق الجديدة والمبتكرة في التسويق والتصاميم، حيث أعطى هذا التكوين ثماره بالنسبة لمنتجي مشتقات النخيل، “فقد أصبحنا نرى كراسي وطاولات وتجهيزات أكثر عصرنة، بطابع محلي تنتج بالوادي وتسوق في ولايات أخرى“، كما وفرت الدولة صندوق دعم الصناعات التقليدية الفنية والخدمية، حيث استفاد قرابة 81 شخصا في بلديات مختلفة من هذا الصندوق بقيمة 10 ملايين سنتيم للفرد الواحد، وكان نصيب المرأة من هذا الدعم حوالي 75% ، خاصة منهن الماكثات بالبيت، وأضاف “إننا ننسق مع مراكز التكوين المهني على المستوى المحلي من خلال تكوين الشباب في هذه المراكز، لكن المشكل المطروح هو النقص الكبير في الأساتذة المختصين في المنتوجات السعفية“. أما الجدير ذكره هنا فهو المشروع الوزاري الجديد الذي يراعي خصوصيات كل منطقة المتمثل في جهاز التنمية المحلية، ونظرا لاشتهار ولاية الوادي بالجبس والنقش على الجبس، يبقى الأمل كبيرا في هذا المشروع لتوفير مناصب شغل، باستخراج الجبس والنقش عليه، حيث يتم جمع حرفيي الجبس في مجموعات وتقريبهم من بعضهم البعض ليكون هناك تفاعل وانسجام داخل المجموعة من خلال توفير دعم المواد الأولية، ويطلق عليه اسم “ASPA” الوادي، ونأمل بذلك في الحصول على قطب اقتصادي، بحيث نكون قادرين على وضع بصمات الحرفي السوفي في منشآت حكومية كبيرة على غرار مطار هواري بومدين، ونتمنى كذلك، من خلال هذا المشروع أن نجد بصمته في المسجد الكبير بالعاصمة.