احتلت الزميلة الخبر المرتبة الثانية إفريقيا بعد الأهرام في تصنيف الدليل الدولي للإعلام والصحافة، تليها ثلاث جرائد جزائرية ناطقة بالفرنسية وهي: الوطن، ليبرتي ولوسوار دالجيري، جرائد أزاحت عن طريقها الكثير من العناوين العالمية العريقة كالدايلي ميرور ولونوفوال أوبسارفاتور، وباقي الصحف المصرية التي تقارب تجربتها القرن· يأتي هذا التصنيف ''التتويج'' في الوقت الذي بدأنا داخليا ننزعج على تعويم السوق بصحافة صفراء، بدأت تدريجيا ''تأكل'' مصداقية الصحافة المستقلة الجزائرية التي واكبت نشأتها أسوأ الظروف التي عاشتها البلاد سنوات الإرهاب، وفي الوقت الذي بدأنا نخاف حقا على مصير المهنة وعلى الرصيد المكتسب بدماء شهداء المهنة، بعد أن صار كل من هب ودب يستثمر في الصحافة، طمعا في الشهرة والمال والمزايا· صحيح أن العمل الجيد لا يذهب هكذا سدى، والقيمة هي في المحتوى وفي الثبات على مبادئ معينة والدفاع عنها، وهو ما تحاول الصحافة الجزائرية ذات التوجه الإيجابي (إيجابي بالنسبة للمجتمع) الحفاظ عليه، في زمن عمت فيه الرداءة والابتعاد عن أخلاقيات المهنة والمهنية وعن الأخلاق بصفة عامة في أوساطنا المهنية· احتلت جريدة وطنية معربة المرتبة الثانية بعد الأهرام إفريقيا، وفي الحقيقة المرتبة الأولى تعود لها، إذا ما أخذنا في الحسبان عمر التجربة، فلا مجال للمقارنة بين صحيفة تجلس على ثلاثة قرون (ظهرت في أواخر القرن 19)، وصحيفة لم تتخط عمر الشباب، وهي في سنتها العشرين· صحيح أن تجربتنا ما زالت تعدد النقائص، وتحملت الكثير من الأخطاء، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على التجارب في القطاعات الأخرى، لكن هذا التصنيف على الأقل اعترف للزملاء في هذه العناوين بالجهد المبذول، والإصرار على مواصلة التجربة وإثرائها، ومحاولة الاستفادة من الأخطاء المقترفة· سيكون حتما حافزا لهم ولنا، لأن مقياس النجاح والتأثير لم يعد داخليا فقط، وبالتالي يمكن طمسه أو التلاعب به، وإنما تصنيف عالمي تفرضه العولمة الإعلامية، وهذه لها معاييرها الخاصة، والكم ليس هو المقياس مثلما يعتقد البعض· هنيئا للزملاء، هنيئا للصحافة الجزائرية، وهنيئا للمجتمع الجزائري ككل بهذا الاعتراف الدولي، لأن المستفيد الأول والأخير في النهاية هو هذا المجتمع!!