القاهرة تستغل ظروف تسجيل الطلبة في الجامعات الجزائرية وتروج لإعادة إدماجهم وقال عدد من الطلبة ل”الفجر” أمس، إن ما تقوم به الوزارة من إقصاء في حقهم بعد استدعائهم للعودة إلى الجزائر، عقب مباراتي القاهرة والخرطوم، هو طعن في مصداقية الوزارة في حد ذاتها، مشيرين إلى أن علم الشهداء أحرق على أرض مصر، “وما تقوم به الوزارة من تعسف في قبول الملفات” على حد قولهم “يجبرهم على العودة إلى مقاعد الدراسة في الجامعات المصرية وهم صاغرون، شرط أن تقدم لهم ضمانات أمنية من السلطات المصرية”. وأضاف الطلبة أن الوزارة لم تكن نزيهة أبدا في عملية دمج الطلبة، على اعتبار أنه لم يستطع ولم يتجرأ أي مسؤول، سواء على مستوى الندوات الجهوية الثلاثة أو على مستوى الوزارة، بنشر قائمة الشروط التي اعتمدتها اللجان العلمية في عملية دمج الطلبة في شهادة الماجستير، وهو ما تسبب في إقصاء أكثر من 60 بالمائة من الطلبة العائدين. وأفاد الطلبة بأن عملية تقديم الطعون والتظلمات هي الأخرى تشوبها فوضى عارمة، وكل إدارة تطبق وتفرض منطقها وتحكم بإرادتها، فهناك جامعات وكليات تقبل استقبال الطعون، في حين ترفضها أخرى متحججة بانتهاء الأجل رغم عدم إشعارها الطلبة بأن مكاتبها تتلقى الطعون والتظلمات، وقالوا إن أغرب ما في القضية هو ما يحدث بجامعة سكيكدة التي تقبل تقديم الطعون والتظلمات في حين ترفض الوثائق التي يقدمها الطالب من أجل دعم ملفه الإداري، وإثبات أنه فعلا يزاول دراسته في مصر. وبالموازاة مع ما يحدث من شد وجذب بين الوزارة والطلبة، استغلت وزارة التعليم العالي المصري الوضع أيما استغلال، بعد أن سمعت برغبة الطلبة الجزائريين في العودة إلى مصر جراء ما لاقوه من تجاهل من وزارة بلدهم، وأعلنت في بيان رسمي لها عن ترحيبها بعودة الطلبة الجزائريين إلى المعاهد والجامعات المصرية. وحسب ما تناقلته الصحافة المصرية أمس، فإن وزير التعليم العالي المصري وجه رسالة إلى نظيره الجزائري، رشيد حراوبية، رحب فيها بعودة الطلبة الجزائريين وقدم ضمانات أمنية من طرف السلطات المصرية، مضيفا أن وزارة التعليم العالي المصرية على أتم الاستعداد لتسوية أية مشكلة تتعلق بانتظام الطلاب في الدراسة، مشيراً إلى أن أوضاع الطلبة الجزائريين في مصر لم تتغير، وأن لهم كل الحقوق كطلاب موفدين للدراسة بالجامعات المصرية، وموضحاً أن الجامعات المصرية لا تفرق أبداً في معاملة الطلاب سواء كانوا من المصريين أو من دول عربية شقيقة.