عرف العرض الشرفي لفيلم ”حرا?ة” لمخرجه مرزاق علواش، بقاعة السينما ”سيرامايسترا” بسيدي محمد، سهرة أول أمس، حضورا جماهيريا غفيرا، بالإضافة إلى السلطات المحلية، وفريق العمل، ونخبة من رجال الفن والسينما بالجزائر علواش: بعض الألفاظ النابية في الفيلم برّرَتها واقعيّته مرباح: أحبّ تقنيّة علواش ومهنيته وأعيب عليه سوداويته في ”حراقة” اعتبر مرزاق علواش، في تصريح لوسائل الإعلام على هامش هذا العرض، أن الفيلم كان بالنسبة إليه معايشة للواقع الجزائري وترجمة صادقة لمعاناة الشباب البطال، مضيفا أنه اختياره لجامعيين في قارب الحرقة، دليل على المنحى الخطير الذي أخذته هذه الظاهرة في جسد المجتمع الجزائري، ودافع عن قضية استعماله لبعض الألفاظ النابية في الفيلم، والتي أرجعها لمحاولة منه في التقرب قدر الإمكان من الحقيقة على أرض الواقع. من جهته أشاد السينمائي لمين مرباح، بالمهنية التي طبقها علواش في الفيلم السينمائي حرا?ة، وبالتقنية التي قال إنها أصبحت صبغة تغلب على أعمال علواش؛ حيث يقوم بمزج الروائية بالوثائقية، غير أنه أخذ على علواش إحساس المشاهد في بعض اللحظات من الفيلم أنه بصدد مشاهدة فيلم وثائقي 100 بالمائة، وكذا عدم تطرقه إلى الأسباب التي تدفع الشباب إلى الحرقة، ”وإعطائه صورة سوداوية قاتمة عن الجزائر خاصة إذا كان المتفرج غير جزائري وليس له علم بالوضع حقيقة في البلاد، ما يعطي انطباعا أن الشعب كله حازم أمتعته ومنتظر أمام شاطئ البحر”.. يضيف مرباح. فيلم ”حراقة”، الفائز بعدة جوائز دولية والذي يمتد على مدار 100 دقيقة، يعتبر من أحدث الإنتاجات السينمائية الجزائرية لسنة 2009، ويصور فيه مغامرة 10 شبان جزائريين نحو الحلم الأوروبي، رحلة يجتمع فيها شباب جامعي وآخر أمي قادم من مدن وقرى نائية لم ير البحر يوما، لكن يشترك هؤلاء في صفة اليأس التي تطغى على كلامهم في كل مشاهد الفيلم.. ”إيمان” هي الشخص الاستثنائي في هذه الرحلة، انتحر شقيقها بعد أن يئس من العثور على حياة أفضل وفشل في الحرقة 3 مرات. ”ناصر” و”رشيد، فشلا عدة مرات أيضا في الحرقة لكنهما مصران على النجاح، لأنهما مقتنعان أن البقاء أوالحرقة تؤديان للموت فلما لا يغامران.”حكيم” شاب يلتزم الصمت،طوال الرحلة، رفقة 4 ريفيين أميين، الجميع يريد الهجرة بمساعدة حسن، رجل ذو خبرة طويلة في استغلال الشباب وتهريبهم. وقبل انطلاق الرحلة يظهر شاب مسلح وشديد التوتر، هارب من السجن، يقتل حسن ويسيطر على المجموعة، ويأمر بانطلاق الرحلة، يظل يهدد طوال الطريق المجموعة حتى يغرق بسبب شجار مع حكيم الشاب الملتحي، وتنتهي الرحلة بمحاذاة القارب لشاطئ إسباني.. لكن يجب على الجميع السباحة لبعض الكيلومترات للوصول إلى الشاطئ، أين يبقى الريفيون في القارب لأنهم يجهلون السباحة وينتظرون من ينقذهم، ليظل مصيرهم مجهولا في نهاية الفيلم، في الوقت ذاته تسبح إيمان وخطيبها وصديقهما، يصلون إلى الشاطئ ليصطدموا بالشرطة الإسبانية التي ترّحلهم للجزائر. علواش، من خلال هذه المغامرة نحو المجهول، والذي ركز فيه على المخاطر التي تعرفها مثل هذه الرحلات نحو الجانب الآخر من البحر المتوسط، يتطرق أيضا إلى مشاكل هامشية يتعرض لها هؤلاء الشباب، خاصة الاستغلال من قبل بعض المتاجرين بتهريبهم، كما يتناول العلاقات الإنسانية التي تنشأ بين هؤلاء الحراقة على متن زورق الموت.