نوه الاتحاد الأوروبي، أول أمس، بندوة الجزائر الوزارية والمجهودات المبذولة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل، مبرزا أهمية التعاون الإقليمي والدولي في التصدي لهذه الآفة التي أصبحت تعرقل التنمية. قالت الناطقة الرسمية، المسؤولة السامية لدى الاتحاد الأوروبي، المكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائبة رئيس المفوضية، كاترين أشتون، إن الاتحاد الأوروبي ينوه باللقاء الوزاري الذي احتضنته الجزائر مؤخرا في إطار الجهود المبذولة لمحاربة الارهاب، والذي يبرز أن الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب أصبحت عوائق تعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول منطقة الساحل، مضيفة أن التعاون الإقليمي والدولي سيكون حاسما لمواجهة التهديد الإرهابي في هذه المنطقة المهمة، وأن الاتحاد الأوروبي يسعى دوما إلى تقديم دعم كلي للجهود المبذولة حاليا في مجال الأمن والتنمية. وفي ذات السياق، أشادت فرنسا بآفاق التعاون الإقليمي الهامة في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي، التي تم تحديدها خلال ندوة الجزائر الأخيرة، معبرة عن أملها في ترجمة التوصيات التي جاء بها البيان الختامي ميدانيا، من خلال تعزيز الجهود فيما بين دول المنطقة. وقال، أول أمس، الناطق باسم الخارجية الفرنسية، بيرنار فاليرو، إن باريس تشيد بالآفاق الكبيرة والمعتبرة للتعاون الإقليمي بين دول منطقة الساحل، التي تضمنتها البنود ال 16 في بيان ختام أشغال ندوة الجزائر التنسيقية لبحث سبل مكافحة الإرهاب ودفع عجلة التنمية، التي حضرها وزراء خارجية الجزائر، موريتانيا، ليبيا، مالي، النيجر، تشاد وبوركينافاسو. وأضافت الخارجية أن باريس تأمل في أن تعزز الاستحقاقات والمواعيد المحددة جهود التعاون الإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، في إشارة إلى برمجة اجتماعين في هذا الإطار ابتداء من شهر أفريل بالجزائر العاصمة، الأول على مستوى وزراء الداخلية، والثاني على مستوى قادة أركان الجيش ومسؤولي مكافحة الإرهاب، وقمة قادة الدول في باماكو. وبين تصريحات باريس وبيان الاتحاد الأوروبي، علامة استفهام كبيرة، فالأولى فعلت فعلتها مع باماكو، وأدت إلى هز علاقات الدول المجتمعة في ندوة الجزائر، من خلال الضغوطات التي وصلت حد الإفراج عن إرهابيين مطلوبين لخطورتهم على أمن المنطقة، وتدعي في تصريحاته أنها تدعم وتشيد وتنتظر عملا ميدانيا لتوصيات الندوة، في واحدة من عجائب فرنسا الحديثة، بينما يظهر الاتحاد الأوروبي في بيانه داعما للمجهودات التي تبذلها دول المنطقة للتصدي للإرهاب، في حين لم تخرج عن صمتها خلال زيارات برنار كوشنير لباماكو، ولم يظهر لها أثر يوم إطلاق سراح الإرهابيين مقابل الجاسوس الفرنسي كامات، في صورة النعامة كما وصفها المراقبون، لا لشيء سوى لأن المعتدي هذه المرة باريس، فضلا عن كونها محاولة من هؤلاء لإثبات وجودهم في أية عملية إقليمية بغض النظر عن نتائجها على المنطقة، منها الجزائر، باعتبار أنها ضحية للإرهاب في الداخل وفي المنطقة.