جددت الصحف الفرنسية نبشها في الأمور الداخلية للجزائر بعد أن تساءلت في الكثير من المقالات والتحاليل عن سر عدم ظهور رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في عدة مناسبات محلية ولقاءات دولية، وربطت ذلك بوجود صراع في أعلى هرم السلطة مع جهاز الاستخبارات العسكرية في محاولة منها تجاوز الخطوط الحمراء التي تشير إلى تحريك القضية من طرف اللوبي المعروف في الأوساط الفرنسية، وحتى الجزائرية، بحقدها على كل ما يرمز لاسم الجزائر، ويؤكد التربص الدنيء لدوائر فرنسية لم يرق لها التقدم والانجازات والاستقرار الذي يعرفه الجزائريون منذ قدوم الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، باعتراف التقارير الدولية وتصريحات مسؤولي دول العالم. أثار الإعلام الفرنسي في الأيام الأخيرة، وفي مقدمته صحيفة ”لوموند”، موضوع تراجع ظهور رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في مختلف النشاطات المحلية والدولية، وطرحت السؤال ”أين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟”. ”لقد اختفى رئيس الجزائر من المشهد الدولي، وإن ظهر فبشكل مفاجئ وفي مناسبات غير منتظرة”، هكذا كتبت منزعجة الصحف الفرنسية، مشيرة إلى غيابه في القمة النووية الأخيرة المنعقدة بواشنطن، رغم الدعوة التي وجهها أوباما للرئيس بوتفليقة، وظهوره في الوقت نفسه لاستقبال نظيره الفيتنامي الذي زار الجزائر لمدة 3 أيام، وأضافت ”لقد تخلى عن الخطابات الطويلة الموجهة للمواطنين، بشكل مثير للدهشة. وحاول وسائل الإعلام الفرنسي الإجابة عن تساؤلاتها المزعومة، مروجة لصورة قاتمة عن الجزائر، وهي تستحضر إنجازات رئيس الجمهورية، بالحديث عن وجود صعوبات متزايدة في البلاد، بدءًا بملف الفساد، ومقتل العقيد علي تونسي، والأزمة في العلاقات الجزائرية - الفرنسية، والنمو الاقتصادي البطيء، وما تبع ذلك من اضطرابات واحتجاجات اجتماعية، وقالت إن كل شيء مجمد، وإنه أمر مخيف، موضحة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يقدم أي تصريحات صحفية أثناء ظهوره في مختلف المناسبات، عكس ما كان يعتمده من قبل، الأمر الذي دفع بأغلب المراقبين الغربيين إلى ترقب من حين لآخر أي تطور أو جديد حول ظهور الرئيس، كاشفا عن الصحة الجيدة التي يتواجد عليها، خاصة بعد ظهوره في المرة الأخيرة مع الرئيس الفيتنامي. وتروج الصحف الفرنسية في مقالاتها الموجهة كالعادة لإثارة الفتنة والشك ومحاولة تشويه صورة استقرار الجزائر أمام المستثمرين الصناعيين، وتساءلت هل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أصبح معزولا، وهل هو مهدد بوجود صراع في هرم السلطة، باعتبار أن الاستعلامات العسكرية مكلفة بملف الفساد في شركة سوناطراك التي يتولى تسييرها أحد أقارب الرئيس، تقول الصحيفة زاعمة، ونسبت ردا على تساؤلاتها إلى أحد الدبلوماسيين بقوله ”لا أظن أن الرئيس مهدد أو معزول، ولكن أصبح من الصعب الالتفاف حوله، لقد أصبح أمره لغزا”. والملاحظ في كتابات الصحافة الفرنسية أن من يحركها يهدف إلى محاولة الانتقام من التطور الحاصل في مختلف المجالات دون التوابل الفرنسية، الأمر الذي لم يرق لباريس كما أعلن ذلك الخبير الألماني أول أمس، برنارد شميد، حين قال إن فرنسا فقدت مركزها في الجزائر ووجود لوبي عنصري فرنسي مؤثر لم يتجرع طرده بحرب تحريرية، من الأمور التي تدفع إلى ظهور الصحافة الفرنسية لترويج ما يمليه عليها اللوبي، مثلما حدث في المرة الأخيرة مع إشاعة مرض الرئيس بوتفليقة، ثم إشاعة وفاة أخيه مصطفى، ليبطل كيد الكائدين بالظهور مع عائلته وأخويه برفقة عائلة الجزائري زين الدين زيدان والكل في صحة جيدة، وكان أولى لها الاهتمام بالرئيس ساركوزي ومصير الفرنسيين.