احتضنت دار الإمام بقسنطينة، بداية هذا الأسبوع، افتتاح دورة تربية الأبناء التي عكفت على تنظيمها مديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة، وأصبحت الدورات الموجهة لصالح الأولياء وحديثي الزواج والمقبلين عليه تقليدا للمديرية على مدار الثلاث سنوات الأخيرة. وقد سبقت هذه الدورة دورتان أولها في التأهيل الأسري، حيث قدمت لأزيد من 200 رجل و امرأة دروس في الحياة الزوجية وأبجدياتها الأولية من أجل وضع النواة الصحيحة، وتلتها دورة في الإصلاح الأسري تمكن من خلالها المشرفون على العملية من إنقاد أزواج كانوا على مشارف الطلاق وملفاتهم على مستوى العدالة. وقد شملت الدورات آنذاك 43 زوجا توجوا بشهادات شرفية.. لتأتي هذه الدورة تثمينا للسلسة وتخليدا لروح المشرفة الأولى للدورات السابقة الأستاذة، عائشة إينوش، التي وضعت الخطوط الأولى لهذه الدورة قبل رحيلها. وستمتد الدورة قرابة الشهر انطلاقا من 17 أفريل على أن يكون حفل الاختتام في ال 15 من شهر ماي، وسيتم خلالها تقديم دروس نظرية وتطبيقية يشرف عليها أساتذة من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية وأخصائيون في تربية الأطفال، وأطباء نفسانيون، كل سبت وثلاثاء، تغوص في عالم الطفل من خلال فهم تصرفاته وكيفية التصرف معه وفق أساسيات كل فترة من العمر من الناحية العلمية وستختتم بشهادات شرفية وجائزة لأحسن المنضبطين. وحسب السيدة أم حذيفة عضو اللجنة المشرفة على الدورة، فإن مخلص المحاضرات التي ستكون ما بين الناحية الشرعية والدينية ونظرة الإسلام للطفل، والناحية النفسية والتربوية، فقد وقعت مناقشات مع الأخصائيين لضبط الموضوع في صورة محددة. وقد عرفت هذه الدورة مشاركة 300 شخص من كلا الجنسين، منهم المتزوجون والعزاب من مختلف بلديات قسنطينة، ومن مختلف المستويات. وقد تم غلق قائمة التسجيلات قبل موعدها المحدد لكثرة المقبلين الذين لا يمكن للمشرفين استيعابهم. وقد تقربت “الفجر” من بعض المسجلين في الدورة، حيث أشارت السيدة حسنى، متزوجة حديثا، أن تخوفها من كيفية تربية الطفل والتكفل به من الناحية النفسية و الجسدية، والتي تراها بالآمر الصعب، اضطرها بموافقة من زوجها للجوء إلى الدورة، والمشاركة بها خاصة أنها ستؤطر من طرف أخصائيين للإطلاع على حياة الطفل. أما كريم، طالب جامعي، فاعتبر هذه الدورات بالمهمة في العالم العربي، والتي استعملتها أندونيسيا من قبل للتقليص من نسب الطلاق وووضع اللبنة الأساسية للحياة الزوجي.