تكن القضية التي نظرت فيها محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة عادية، بل كانت مشهدا آخر من المساس بالأخلاق العامة، وبالروابط العائلية، تورط فيها المدعو (و. سمير )، 33 سنة، وكانت الضحية ابنة أخته، التي كشفت بتبليغها عن تصرفات خالها، عن خيوط قصة أخرى تورط فيها المتهم، وكانت الضحية الأخرى زوجة جده. كشفت محاكمة المتهم (و. سمير) عن تفاصيل يندى لها الجبين بالنظر إلى كون التهم التي وجهت للمتهم والمتمثلة في جناية الفعل المخل بالحياء على قاصر دون 16 سنة، وجنحة التهديد بالقتل، ومخالفة الضرب والجرح العمدي، كانت ضد أقاربه ومن ذوي المحارم. وتعود الوقائع إلى تاريخ 5 ماي 2008، حين تقدمت والدة الضحية وشقيقة المتهم من مصالح أمن حجوط لتقيد شكوى ضد المتهم، مفادها محاولة اغتصاب ابنتها صاحبة 14 سنة، ولما ذهبت الأم لمواجهته في منزل والدتهما واجهها بالضرب مع تهديدها بالقتل لتستلم في وقت لاحق شهادة طبية بالعجز لمدة ثلاثة أيام. المتهم من جهته رفض الاعتراف بكل ما نسب إليه، قائلا إن خلافا بينه وبين بنات أخته هو سبب هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، موضحا لهيئة المحكمة أن سبب الخلاف هو رؤيته لإحدى بنات أخته رفقة شخص غريب في أحد الأماكن المنعزلة، وهو ما جعله يمنعها وأخواتها من القدوم إلى منزل العائلة الكبير قصد الحفاظ على شرفها وسمعتها. غير أن شهادة زوجة جد المتهم قلبت موازين المحاكمة، بتأكيدها أن المسمى سمير سبق له أن قام بأفعال شائنة ضد قريباته وهذا منذ صغره، ما يدل على شخصيته المنحرفة، مؤكدة أنها كانت ضحية لتصرفات هذا الأخير منذ 8 سنوات عندما كانت في فترة حداد على زوجها، إلا أنها لم تقدم أي شكوى تحت طائلة التهديد من طرف أقارب زوجها وخوفا من الفضيحة. لتعود المحكمة بعد مداولاتها القانونية وتدين المتهم ب5 سنوات سجنا نافذا.