أحصت مصلحة الإسعاف الإجتماعي التي فتحت أبوابها مؤخرا في وجه الطفولة المحرومة والمتشردة، والتابعة لمديرية النشاط الاجتماعي، 79 طفلا متشردا بشوارع الولاية، يترددون هذه الصائفة على المصلحة للتكفل بهم ماديا ومعنويا في ظل الحرمان والمعاناة اليومية التي يعيشها هؤلاء الأطفال الذين حرموا من طفولتهم، ومن التمتع بزرقة البحر، إلى الإقامة في الشوارع والنوم على الأرصفة. وحسب التحقيقات التي باشرتها ذات المصلحة، فإن نسبة الطلاق في المجتمع أصبحت عاملا مهما في انتشار ظاهرة الطفولة المتشردة في الشوارع، لغياب الرعاية الأبوية التي تجعل هؤلاء الأطفال عرضة للإنسياق إلى عالم الإنحراف والإجرام والسرقة والإعتداءات دون رقيب.. مع العلم أن مجلس قضاء وهران يسجل سنويا معالجة 1000 قضية خاصة بالطفولة التي تكون في خطر معنوي وتحتاج إلى الرعاية والعناية، في الوقت الذي يتواجد 28 طفلا آخر بمركز مكافحة الإدمان على المخدرات للعلاج بعد تورطهم في تناول المخدرات، وذلك ما بات يتطلب وضع آليات ردعية في حق الوالدين لتحمل مسؤولية أبنائهم. من جهته، قال رئيس إتحاد الجمعيات لولاية وهران، السيد قدار ناصر، في اليوم الدراسي الذي نظم بدار الثقافة حول الإدمان والتدخين عند الأطفال، إنه حان الأوان لإنشاء فضاءات وبرامج بين الحركة الجمعوية ومديرية النشاط الاجتماعي لمحاربة الإدمان لدى الأطفال، وتشجيع الحوار مع الأولياء، ووضع قنوات الإتصال لحماية الطفولة من الخطر المحدق بها خاصة في سن المراهقة، مع إنشاء مركز متخصص للإدماج مدعم بالأخصائيين النفسانيين والتربويين لإسعافهم وإنقاذهم من الضياع. للإشارة، فقد تم تحويل 17 طفلا متشردا، منذ بداية السنة، إلى مركز إعادة التربية للأحداث بالولاية، منهم فتيات قصر من اللواتي انحرفن لظروف اجتماعية قاهرة جعلتهن يتعاطين مختلف السموم ويشتغلن في بيوت الدعارة والملاهي الليلية..!