جرى تبادل جواسيس لاسابق له منذ الحرب الباردة، صباح أمس الجمعة، في مطار فيينا لعشرة عملاء روس طُردوا من الولاياتالمتحدة مقابل أربعة روس قدموا من موسكو، كان ثلاثة منهم أدينوا بالتجسس لمصلحة دول غربية وفي فصل شبيه بما كان يجري إبان الحرب الباردة، جرى التبادل في مدرج مطار فيينا. وحطت طائرة أميركية قادمة من نيويورك قبيل الساعة 09.30، إلى جانب طائرة روسية حكومية وصلت قبل ذلك. وحسب شهود، فقد نقل العملاء إلى طائرة أخرى بحافلة صغيرة زجاجها داكن لا يتيح رؤية من بالداخل. وأقلعت الطائرة الروسية، التابعة لوزارة الحالات الطارئة، نحو الساعة 10.30 من مطار فيينا باتجاه موسكو وعلى متنها العملاء الروس العشرة الذين طردتهم واشنطن الليلة الماضية. وبعد ربع ساعة من ذلك أقلعت الطائرة الأميركية باتجاه نيويورك وعلى متنها الروس الأربعة الذين قدموا من موسكو. وأعلنت القاضية كيمبا وود، أول أمس، في المحكمة الفيدرالية بنيويورك التي مثل أمامها الجواسيس العشرة الذين عملوا لسنوات للإستخبارات الخارجية الروسية، أنه تقرر”طردهم على الفور من الولاياتالمتحدة” بعد أن أقروا بذنبهم. وأضافت “لقد وافقوا على أنهم لن يحاولوا العودة أبدا” إلى الولاياتالمتحدة. وبين هؤلاء، آن شابمان، التي أثارت صورها الخاصة وتفاصيل حياتها الجنسية وسائل الإعلام. من جهة أخرى، وقع الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، مرسوم عفو على إيغور سوتياغين، والكسندر زابوروجسكي، وغينادي فاسيلينكو، وسيرغي سكريبال، الذين أدين ثلاثة منهم بالعمل لصالح بلدان غربية. وكان الأربعة وجهوا طلب عفو الى الرئيس الروسي. وهذا أول تبادل جواسيس منذ نهاية الحرب البادرة في 1989-1990 ، وكانت عمليات تبادل الجواسيس دارجة أيام الحرب الباردة خصوصا على جسر غلينيكي الذي يربط برلينالغربية بألمانيا الشرقية. وحسب مسؤول روسي، فإن ما جعل عملية التبادل “ممكنة هي الروح الجديدة التي تطبع العلاقات الروسية الأمريكية والمستوى العالي من التفاهم الثنائي والثقة بين رئيسي البلدين التي لن يتمكن أحد من تدميرها” .