الحرارة الملتهبة التي ميزت أول أيام الشهر الفضيل الذي تزامن هذه السنة مع فصل الصيف، أرهقت السكان الذين لم يستطيعوا مقاومة العطش، لاسيما الأطفال الصغار والشبان الذين يصومون لأول مرة في حياتهم، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء من التوجه إلى الأسواق بغية اقتناء سلعة مائدة رمضان، خاصة التمور التي عرفت التهابا في الأسعار، إلى جانب ندرة في مادة الحليب وقد عرفت الشوارع والأسواق الشعبية بولاية الوادي حركية كبيرة، خاصة خلال الساعات الأولى من النهار، حيث فضّل السكان الخروج للتسوق وقضاء حاجياتهم قبل ارتفاع درجة الحرارة وقت الظهيرة. وخلال الجولة القصيرة التي قادتنا إلى السوق المركزي، لاحظنا اكتظاظا رهيبا وتوافدا كبيرا للأفراد للتبضع واقتناء مستلزمات مائدة الإفطار، خاصة من الخضر والفواكه. وأبدى معظم المواطنين الذين تحدثنا معهم ارتياحا كبيرا لأسعار الخضر والفواكه خلال اليوم الأول التي نزلت أرقامها بردا وسلاما على جيوب المواطنين، فقد وصل سعر الخضر الأساسية بسوق الوادي، يوم أمس، على غرار البطاطا والطماطم إلى 25 دج و30 دج على التوالي، في حين وصل سعر البصل إلى 20 دج. وجل الأسعار تقريبا كانت في متناول جيوب المواطنين الذين أبدوا ارتياحا كبيرا وتمنوا في ذات الوقت دوام استقرار هذه الأسعار إلى غاية انتهاء الشهر الكريم. لكن الملفت للإنتباه هو الإرتفاع المذهل لأسعار التمور التي وصلت إلى غاية 150 و180 دج بأسواق ومحلات الوادي، وهو ما ولّد استياء لدى المواطنين، حيث أن نوعية التمور الموجودة في السوق هذه الأيام والتي تعرف محليا ب”المنڤر”، من المفروض أن تكون في متناول الجميع.. لأن دڤلة نور أسعارها خيالية ولا يستطيع المواطن البسيط شراءها، حيث يصل الكلغ الواحد إلى 600 أو800 دج وأكثر، لأن هذه النوعية غير متوفرة في السوق وليست في مرحلة النضوج، بما أنها كانت مخبأة في غرف التبريد من أجل بيعها في شهر رمضان. وعليه فقد طالب المواطنون بضرورة تخفيض أسعار ”المنڤر” المتوفر بكثرة على الأقل. كما يتخوف الموطنون من بوادر أزمة حليب خلال الأيام القادمة، حيث تعرف محلات بيع مادة الحليب نقصا فادحا في هذه المادة الحيوية التي يكثر عليها الطلب خلال أيام رمضان. وترجع أسباب هذا النقص إلى توقف بعض الملبنات التي كانت تموّن ولاية الوادي هذه الأيام، مما خلق تخوفا كبيرا لدى السكان.. مع تسجيل ارتفاع في سعر اللتر الواحد من حليب البقر الطازج الذي قارب 60 دج، وبالتالي ستضطر العائلات إلى استبداله ب”الوزوازة” التي تعد المشروب الأكثر إقبالا عليه من طرف السكان الذين يستعملونه لمقاومة العطش الشديد في رمضان.