ثلاثة رؤوس لبقرة وعنزة وكبش إضافة إلى بعض التوابل عبارة عن مسحوق دواء تقليدي، ماء من السودان، هي ليست مكونات وجبة غذائية قد تصلح لتناولها وقت الإفطار في الشهر الكريم هذا، بل عبارة عن وصفة طبية أعدها أحد السودانيين المقيمين بالجزائر لزوجين تونسيين التقى بهما، زاعما بأنها تصلح لعلاج ابنتهما من داء الصرع بصفة نهائية، وهذا مقابل حصوله على مبلغ مالي ضخم من العملة الصعبة. هذا السوداني الذي سبق إدانته على مستوى المحكمة الابتدائية بسيدي امحمد بستة أشهر حبسا نافذا مع أمر بالترحيل، مثل أمس أمام الغرفة الجزائية لمجلس قضاء العاصمة، تمكن من النصب والاحتيال على الزوجين التونسيين اللذين التقاهما بالجزائر العاصمة، وأطلعاه على مرض ابنتهما بداء الصرع، فأكد لهما بأنه بائع أعشاب وبإمكانه علاج الطفلة من مرضها هذا، مقابل تمكينه من مبالغ مالية محترمة بالعملة الصعبة، قدرت قيمتها الإجمالية ب152 ألف أورو على دفوعات، حيث أحضر لهما في البداية ثلاثة رؤوس لبقرة وعنزة وكبش، لعلاج المريضة، كما أوهمهما بمناسبة تواجده معهما بتونس، بأن منزلهما به كنز كبير عبارة عن صندوق يحوي 100 كلغ من الذهب، حتى أن الزوج صرح حسبما جرى في جلسة المحاكمة أمس بأنه أصبح يصدق أن منزله بتونس به هذا الكنز بالفعل. ولما ازداد مرض الطفلة، طالب السوداني الضحيتين بالعودة إلى الجزائر لاقتناء دواء “عرب” وهو عبارة عن مسحوق وكذا ماء من بلده بالسودان، بوساطة من بعض الديبلوماسيين المتواجدين هناك بحكم العلاقة التي تربطه بهم، فارا بجلده بعدما تمكن من 125 ألف أورو قالت بشأنها الزوجة إنها باعت قطعة أرض وسيارتين وتراكمت عليها الديون لتسديد هذا المبلغ للمتهم الذي ألقي عليه القبض في 16 جوان المنصرم بالقرب من البريد المركزي بالجزائر العاصمة بعدما تعرفت عليه الضحية (الزوجة) وأحضرت الشرطة له. والتمست النيابة العامة بالغرفة الجزائية لمجلس قضاء العاصمة تسليط عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا في حقه لتبقى هذه من بين المئات، إن لم نقل الآلاف، من القصص الواقعية التي تمكن من خلالها المحتالون من النصب على الضحايا من خلال إيهامهم بعلاجهم أو علاج ذويهم من الأمراض المستعصية بالأعشاب الطبيعية، مقابل مبالغ مالية محترمة وبالعملة الصعبة.