لا شك أن خراطة البلدية والدائرة، والتي تبعد 60 كلم عن ولاية بجاية، تملك إمكانيات سياحية لا يستهان بها، ويمكنها أن تكون رائدة في هدا المجال. هذه المدينة، وبعد أن غاصت قدماها في التاريخ لتتقاسم لقب عاصمة 8 ماي 1945 مع مدينة سطيف، أدركت اليوم أنها بحاجة إلى استغلال كل إمكانياتها، خاصة القطاع السياحي الذي مازال مهمشا بالمنطقة رغم توفر العديد من الثروات السياحية والطبيعية التي تعد بالكثير في حالة استغلالها.. ويمكن ذكر بعض المواقع، على سبيل المثال لا الحصر، و التي تبين ما تزخر به منطقة خراطة من ثروات مثل بحيرة “إغيل أمدى” التي يقضي فيها الفضوليون وقتهم بصيد الأسماك، كما تقام فيها كل صائفة مسابقة الصيد تجلب المئات من المتفرجين، كما تصلح هذه البحيرة للتسلية الملاحية عن طريق القوارب. بالإضافة إلى ينبوع تابابورث، والذي لايزال يروي ظمأ المارة والزوار الذين لا يضيعون الفرصة للإستمتاع بذوق مياهها النقية. كما أن ممرات “شعبة الآخرة” والتي يعود إنجازها إلى سنة 1863 من طرف السلطات الاستعمارية وانتهت بها الأشغال سنة 1870، هي عبارة عن طرق منحوتة في الجبال على شكل كورنيش على امتداد 8 كلم وتطل على الواد ومناظر خلابة للجبال الشامخة التي ترسم صور لعظمة الخالق، وهي منعرجات خارج النفق بعيدا عن رائحة الوقود و ضجيج الأنفاق، في طريق وسط الصخور، توفر منظرا رائعا يبعث على الراحة والإطمئنان. كما نجد قردة الماغو وجبال “شعبة الآخرة”، والينابيع الصافية التي يستأنس لها المارة ويتوقفون ولو لبضع دقائق للإستمتاع والتأمل، والتي أضفت نكهة خاصة على المكان الذي مازال يحافظ على عذريته في بعض زواياه بتنوع النباتات والأشجار والكائنات الأخرى التي أبت أن تغادر المكان.. لكن رغم كل هذه الإمكانيات فإن السياحة في هذه المنطقة لم يسمح لها أن تقول كلمتها، خاصة مع غياب أي تجهيز لاستقبال السياح كالمركبات السياحية والفنادق، بالإضافة إلى عدم وجود إرادة صريحة لدفع عجلة السياحة بهده المنطقة.. باستغلال هذه المواقع ومحاولة حمايتها وحماية مكوناتها، كقرد الماڤو الذي أصبح مهددا بالإنقراض. كما أن بناء هياكل وتجهيزات سياحية جديدة تساهم في رفع مستوى اقتصاد البلدية و توفير مناصب الشغل للشبان، مع العلم أن السياحة في هذه المنطقة لا ترتبط بأي فصل معين من فصول السنة، فهي مناطق تضمن الراحة والإستمتاع و التأمل، ولكنها بحاجة إلى تطوير وتشجيع واستغلال، ما يستلزم النهوض بهذا القطاع الذي سيمتص نسبة كبيرة من البطالة ويحقق دفعا اقتصاديا للمنطقة.