بعد نهاية التصفيات الإفريقية 2010 طفت على السطح مشكلة عقم المنتخب الجزائري الذي يمكن القول أن هذا العام هو أسوأ عام "هجومي" للخضر، لكون أهدافهم كانت قليلة وقليلة جدا، ما يؤكد أن المشكل مطروح بقوة ويتطلب إيجاد حلول عاجلة حتى لا تزداد طينة الخضر بلة الأزمة انطلقت من أنغولا رغم أن المنتخب الوطني قد "تهاون" بعض الشيء في تصفيات المونديال الأخير حين اكتفى بفوزين ضعيفين على زامبيا ثم رواندا، إلا أن الوهن ازداد في العام الحالي لدرجة أن المنتخب الجزائري في الكان الأخيرة احتل خط هجومه الصف ما قبل الأخير بهدف واحد وقعه المدافع حليش في مرمى مالي (المرتبة الأخيرة كانت لبوركينافاسو التي لم تسجل أي هدف في مقابلتين فقط بعد انسحاب الطوغو)، وبعد مباراة الحلم أمام كوت ديفوار لم يعد منتخبنا قادرا على هز شباك منافسيه في مباريات عديدة، لدرجة أننا لم نسجل قبل التنقل إلى المونديال سوى هدف واحد ومن ضربة جزاء كانت هدية من منتخب الإمارات. وفي المونديال لم نهتد للشباك في أي مباراة واحتللنا المرتبة الأخيرة رفقة الهندوراس والعقم ما يزال متواصلا إلى إشعار آخر... العقم يطارد الجزائريين حتى مع أنديتهم هذه الحالة المرضية لم تلازم مهاجمي الجزائر مع منتخبهم فقط بل امتدت أيضا لتلاحقهم في أنديتهم، فأضحى من النادر أن نسمع بلاعب جزائري سجل مع فريقه وهو أمر يؤكد صعوبة الوضع. "كونتور" جبور لا يدور يعد جبور أكثر اللاعبين الجزائريين المعول عليهم لهز الشباك، لكن هذا المهاجم الذي أبدع ضد الأوروغواي في ملعب 5 جويلية في 12 أوت 2009 سجل آخر هدف له في مباراة رسمية مع الخضر ضد المنتخب المصري، لكن بعد ذلك سجل تراجعا مذهلا في الفترة الأخيرة مع ناديه، حيث لم يسجل في المواجهات الثلاث الأخيرة التي لعبها مع آيك أثينا سواء في البطولة اليونانية أو منافسة أوروبا ليغ، ما يطرح التساؤلات حول عودته مع الخضر في بانغي... زياية غاب عن الواجهة عندما انطلق الدوري السعودي كان زياية يخطف الأضواء من مباراة لأخرى بأدائه الرزين وأهدافه الرائعة، لكنها توقفت عند حدود الرقم 4 ولم يضف أي هدف منذ 16 سبتمبر الماضي، وهو الذي ما يزال في رحلة البحث عن أول أهدافه مع المنتخب الوطني. فهل سيتمكن من تحقيق ذلك بإفريقيا الوسطى أم أن اللعنة لن تبارحه...؟ غزال مازال مازال إذا كان هناك لاعب غريب الأطوار في المنتخب الجزائري فسيكون بكل تأكيد عبد القادر غزال الذي أثار جدلا كبيرا بسبب أدائه. فبعد مشاركة يمكن اعتبارها سلبية جدا مع الخضر في المونديال، تمكن من إبرام أحسن صفقة مقارنة بزملائه حيث التحق بنادي باري الذي ينشط بالكالشيو. ورغم أنه نال استحسان الطليان هناك إلا أنه مازال لم يسجل أي هدف بعد مرور 6 جولات كاملة. والأغرب من كل هذا أنه لم يسجل حتى في المباريات التحضيرية التي لعبها فريقه وفاز بها بنتائج ثقيلة ضد أندية مغمورة وصلت لتسعة أهداف، دون أن يكون لغزال نصيب منها. وهذا اللاعب غريب الأطوار لم يسجل مع الخضر منذ مباراة رواندا في 11 أكتوبر من العام الماضي، وما يزال الجميع يذكر طريقة فرحته بالهدف حين أخرج لسانه، ومنذ ذلك التاريخ لعب تقريبا كل المواجهات مع الخضر دون أن يهتدي للتسجيل حتى تحول اسمه من غزال إلى مازال... وكان المدرب الوطني الحالي قد أشار في تحليلاته السابقة قبل تسلم مقاليد المنتخب أنه لو كان الأمر بيده لما اعتمد عليه، وهو ما يطرح جملة من الاستفهامات حول مستقبل غزال مع الخضر. هل الحل في بودبوز ؟ التحاق رياض بودبوز بالمنتخب الوطني اعتبره الجميع مكسبا للخضر نظرا للإمكانيات الفنية الهائلة لهذا اللاعب، رغم بنيته المورفولوجية الضعيفة. لكن بودبوز لم يسجل هذا الموسم مع فريقه سوشو سوى هدفين في الدوري الفرنسي، كما أن خرجته ضد تنزانيا يمكن اعتبارها غير موفقة تماما رغم أنها كانت داخل القواعد. فكيف سيكون الحال في بانغي مع كل التأثيرات التي قد تحيط بالمباراة، وأولها عاملا الحرارة والرطوبة لكون المباراة ستجرى في ظروف لا يعرفها هذا اللاعب الشاب. هل تكون عودة لموشية فأل خير؟ المنتخب الوطني مع لموشية كان قويا وندا عنيدا أمام أي خصم. فهل تكفي عودة ابن وادي سوف لعودة البركة لبيت الخضر. لكن المؤكد أن مهمة هذا اللاعب صعبة لاستعادة مكانته الأساسية مع تماثل لحسن للشفاء، حيث لعب مع ناديه سانتاندير في المواجهات الثلاث الأخيرة في الليغا الإسبانية، كما أن الأنيق حسان يبدة بدأ يتأقلم في الكالشيو مع نابولي وأضحى أكثر جاهزية، فيما يبقى الضحية الأكبر هو مسجل الهدف الجزائري ضد تنزانيا عدلان ڤديورة الذي تعرض لكسر بليغ. التهديف في بانغي أقل واجب مع كل هذه المعطيات التي تطغى السلبيات فيها على الإيجابيات فيمكن القول أن مهاجمينا مطالبون بانتفاضة في بانغي وتمرير الإسفنجة على الفترة الحالكة التي مروا بها طيلة هذا العام في آخر مباراة رسمية في 2010 ومع منافس ليس له أي باع، حيث لم يسبق له وأن وصل لنهائيات كأس إفريقيا ولا كأس العالم، وآخر مباراة تصفوية له بقواعده خسرها بثلاثية نظيفة ضد بوركينافاسو، بمعنى أن الخضر أمام فرصة إن لم يستغلوها فلنقرأ عليهم السلام، لأن التهديف في بانغي هو أقل ما يجب فعله من منتخب مونديالي أمام منتخب يبحث عن مكانة في الخريطة الكروية القارية.