فتحت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة، أمس، دورتها العادية الثالثة بالفصل في قضية تتعلق بالقتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، مع ارتكاب أعمال، وهي الوقائع التي راحت ضحيتها شابة في الثلاثينيات من العمر من طرف المتهم (ف.مولود)، 41 سنة، الذي يعمل ميكانيكيا، والذي قام بدفنها حية بإحدى ورشات الطريق السريع بزرالدة.. ليظهر يوم وقوفه أمام هيئة المحكمة بمظهر شخص فاقد للتركيز ومشتت الفكر، في الوقت الذي تكلمت تفاصيل جريمته البشعة بالنيابة عنه. تعود وقائع قضية الحال إلى العاشر من شهر جويلية الفارط، حين تلقت مصالح الدرك الوطني ب”بالم بيتش” مكالمة هاتفية تفيد باكتشاف قبر في ورشة أشغال محول الطريق السريع بالقرب من المنطقة الصناعية، يضم جثة شابة تبدو عليها آثار عنف واضحة، لاسيما على مستوى الرأس الذي بدا مهشما. وبالتنقل إلى عين المكان والإستماع إلى الشهود، توصل عناصر الضبطية القضائية إلى المشتبه فيه، والذي أكد أحد القصر أنه رآه صبيحة ذلك اليوم متوقفا أمام مسرح الجريمة وكانت الضحية برفقته، معطيا أوصاف السيارة التي كانت متوقفة هناك. وقال قاصر آخر إنه ذهب لمعاينة الشخصين اللذين كانا على متن المركبة بناء على طلب أحد العاملين في الورشة، والذي شك في ممارستهما لأفعال مخلة بالحياء، غير أن الفتى أكد لدى عودته أنه وجد الرجل بصدد حفر حفرة وإدخال المرأة فيه، وهو المنظر الذي روع الفتى الذي عاد مسرعا لإخبار العمال عن المشهد الذي رآه. ولم يكد الجميع يصل حتى كان الجاني قد توجه إلى وجهة مجهولة، غير أن مواصفات السيارة مكنت المحققين من تحديد هويته في ذات اليوم، بالرغم من أنها ليست ملكه، ليعترف لاحقا بارتكابه تلك الجريمة البشعة التي بدأت فصولها بعلاقة غير شرعية بينه و بين الضحية، والتي أثمرت طفلا سلمته هذه الأخيرة إلى امرأة لا تنجب، وهو الأمر الذي لم يرق المسمى ميلود الذي طلب من رفيقته التوقف عن ممارساتها غير الأخلاقية وقبول الزواج به، إلا أنها رفضت التخلي عن عالم الملاهي الليلية. وأضاف أن ليلة الجريمة التقى بها رفقة 3 شبان وهم بصدد تناول المشروبات الكحولية، ولما ناداها تجاهلته، ما جعله يخطط لطريقة الإنتقام، وهو ما أقدم عليه فعلا في اليوم الموالي، أين التقى بها وتنقلا سويا، ليعاود طلبه للزواج منها، ولدى رفضها أقدم على تهشيم رأسها بعصا خشبية قبل أن يقدم على دفنها بعد أن تأكد له موتها. غير أن تقرير الطبيب الشرعي أكد أن الضحية دفنت حية بدليل وجود أتربة و وحل على مستوى حلقها، ما يؤكد أنها كانت مازالت تتنفس تحت أكوام التراب الذي ألقي فوقها. وخلصت المداولات في هذه القضية إلى إقرار عقوبة الإعدام ضد المتهم، وهو ذات مطلب النيابة العامة التي كانت قد أدانت الجرم المقترف بكل شدة.