في خطوة غير معهودة، وجه من يعرف بأنه زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، رسالة إلى فرنسا، يشرح فيها ما يقف وراء تهديد أمنها وأمن أسر أبنائها، في إشارة إلى عملية اختطاف رعايا فرنسيين من النيجر، شهر سبتمبر المنصرم. و”برر” صاحب الرسالة التي نشرتها قناة “الجزيرة” أمس، خطف الفرنسيين في النيجر ب”رد المظالم عن المسلمين”، وأنه “رد فعل على ما تمارسه فرنسا بحق الأمة الإسلامية”، ووجه تحذيره لفرنسا وطالبها بالانسحاب من أفغانستان ورفع مظالمها عن الأمة الإسلامية وأن تتعظ مما آلت إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربها في أفغانستان. وقال في نص الرسالة “المعادلة بسيطة وواضحة، كما تقتلون تقتلون، وكما تأسرون تؤسرون، وكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم والبادئ أظلم”. ويطرح توقيت الرسالة أكثر من تساؤل، ففي الوقت الذي يتم فيه الحديث عن “لاصلة” بين تنظيم قاعدة أسامة بن لادن وبين تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، يخرج زعيم التنظيم “الأم”، برسالة يبرر فيها ما فعله الإرهابيون في الساحل، كما أن الرسالة تأتي في الوقت الذي لم يعلن فيه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي صراحة عن مطالبه مقابل الإفراج عن الرهائن السبعة المختطفين في النيجر، باستثناء ما كشفت عنه مصادر لقناة “العربية” مؤخرا، بالإضافة إلى توقيته الذي جاء مباشرة بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وتحضيرهم لاستراتيجية لدخول المنطقة ب”هدوء”، كل هذه العوامل تبعث إلى التساؤل عن حقيقة رسالة بن لادن وحقيقة العلاقة بين هذا التنظيم وبين القاعدة في المغرب الإسلامي، من جهة، وعلاقة الإرهاب بالساحل بأجهزة الدول الغربية التي تبحث عن تدويل ملف الإرهاب بالساحل وتبرير تدخلها من خلال تضخيم الأوضاع وربطها بالقاعدة الأم، من جهة أخرى. و تساءل الخبراء إن كان التهديد حقيقيا فعلا أم أنها فقط وسيلة تبرير من فرنسا وحلفائها وتهويل درجة الخطر بالساحل، بما يجعل مكافحتهم المزعومة للإرهاب بالطريقة التي تخدمهم في المقام الأول، وأشاروا إلى أن توقيت الرسالة يكشف الاستراتيجية التي يستعد الغرب لرسمها بعد اجتماعهم بلوكسمبورغ، من خلال الانطلاق في الترويج لعلاقة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بأسامة بن لادن، الذي جعلته الدول الغربية “غولا”، مكلفة ذاتها دون غيرها، بمتابعته وملاحقة عناصره، مثلما فعلت في العراق وقبلها أفغانستان والصومال واليوم منطقة الساحل، بما يبرر استراتيجيتها المنتظرة 2011 والقاضية بأن مكافحة الجماعات المسلحة في الساحل تحتاج إلى تدخل قوى خارجية.