من أبرز المظاهر التي تفشت في مجتمعنا هذه الأيام هي انعدام كافة أشكال القيم والأخلاق، فلا صغير يحترم الكبير ولا كبير يرحم الصغير، وكمثال على ذلك قضية الحال التي دارت بين شاب لم يبلغ العشرين بعد وشيخ تجاوز السبعين من العمر، والتي انتهت بدخول الضحية في غيبوبة لمدة 30 يوما، نجا منها بقدرة قادر وخرج منها مصابا بشلل نصفي عضلي ودخول الشاب السجن حيث التمست النيابة العامة لدى محكمة الجنح بالقليعة في ولاية تيبازة في حقه ثلاث سنوات سجنا وغرامة مالية نافذة قدرت ب 200 ألف دج. وقائع القضية تعود إلى يوم 3 سبتمبر الماضي، عندما وقعت مناوشات كلامية بين المتهم "ر.م"، البالغ من العمر 18 سنة والمقيم ببلدية السويدانية بالجزائر العاصمة، وابن أخ الضحية المدعو "ب.ت" المقيم ببلدية القليعة، وفي اليوم الموالي التقى الضحية المدعو "ب.ع" بالمتهم وطلب منه الابتعاد عن ابن أخيه لما تسببا فيه من مشاكل وفوضى بالحي الليلة السابقة، ونصحه بأن يكفّ عن الأعمال الرذيلة التي يقوم بها، ولكنه تفاجأ بالمتهم يشهر في وجهه قضيبا حديديا بطول متر ضربه به على مستوى البطن واليد اليسرى، ما سبّب له جروحا بليغة دخل على إثرها غرفة الإنعاش بمستشفى القليعة ليقبع في أحد أسرّته مدة 30 يوما وهو في حالة غيبوبة. أكد دفاع الضحية الذي غاب عن جلسة المحاكمة بسبب مرضه، خلال الجلسة أن هذا الأخير هو طريح الفراش وعاجز عن الكلام لما تسبّب له المتهم من أضرار جسيمة وطالب بتعويض قدره 10 ملايين سنتيم تسبيقي و100 مليون سنتيم تعويض عن الضرر. وقد التمست النيابة العامة في حق الشاب المعتدي ثلاث سنوات سجنا وغرامة مالية نافذة قدرها 200 ألف دينار.