أصبح السوق اليومي للخضر والفواكه المتواجد بوسط مدينة البيض بمثابة المصدر الرئيسي للأمراض التي تسببها اللحوم البيضاء والحمراء على حد سواء، وما زاد الطين بلة هو عرض اللحوم بطرق عشوائية بدون مراعاة الشروط اللازمة لحفظ هذه الأغذية سريعة التلف. فما يربو عن الأربعين تاجرا يبيعون مختلف أنواع اللحوم بطريقة غير شرعية ينشطون بالسوق المذكور، في ظل صمت السلطات المحلية. وأصبح هذا الوضع يمثل خطرا كبيرا على صحة المستهلك، لا سيما في ظل غياب الرقابة البيطرية، وانعدام أجهزة التبريد لدى البعض، إلى جانب انتشار الأوساخ ومصادر التلوث بشكل مخيف، وهذا ما يكتشفه المتجول عبر مختلف أركان وحجرات السوق بوسط مدينة البيض. يحدث هذا رغم وجود قرار يمنع بيع اللحوم بالسوق اليومي والأماكن العمومية التي لا تتوفر على الشروط الصحية لبيع مثل هذه المواد الاستهلاكية، وبقيت التعليمات التي تنص على ضرورة إحترام شروط البيع مجرد حبرا على ورق. كما أن دفتر الشروط الذي يخص التاجر باعتباره مستأجرا من البلدية يستثني بيع اللحوم الحمراء والبيضاء في مادتيه 22 و24 ويكون عقابها غلق المربع المؤجر، ورغم ذلك لا تزال الفوضى عارمة بالسوق واللحوم معروضة للبيع في ظروف تضر بصحة مستهلكها. وكان لمصالح المراقبة بمعية أعوان الأمن تدخلات سابقة على مستوى السوق، وتم حجز كميات من اللحوم تبيّن بعد الفحص البيطري لها أن معظمها غير صالح للاستهلاك، بسبب الأمراض التي وجدت بها كالكيس المائي أو السل وغيرهما. وغير بعيد عن عارضي اللحوم تنتشر القمامات وفضلات السوق ومعها الكلاب في مشهد يومي ألفه سكان مدينة البيض. أمام هذا الوضع، طالب السكان بضرورة التدخل الفوري من قبل السلطات المحلية لتنظيم ما وصفوه ب”سوق المهازل”، في حين لم يخف الأهالي المجاورون للسوق على غرار ممن يقطنون بحي واد الفران وسكان شارع بوشريط بوسط مدينة البيض رأس الكوة، امتعاضهم الشديد من هذه المعضلة.