في عددها الصادر أول أمس، نشرت "الفجر" في صفحتها الثقافية، خبرا عن غياب التمثيل الجزائري عن برنامج الطبعة ال34 من مهرجان القاهرة السينمائي المزمع تنظيمها مع نهاية الشهر الجاري، وجاء في المقال أن الطرف المصري ماض في طريق المقاطعة الثقافية لكل ما هو جزائري؛ بدليل عدم دعوة السينمائيين الجزائريين للمشاركة في المهرجان المصري، الذي كانت الجزائر ضيف شرف طبعته الماضية (دون العودة إلى تفاصيل ما وقع في حفل الاختتام). وتعقيبا على ما جاء في "الفجر" أول أمس، نفى يوسف شريف رزق الله، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في تصريح لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، في عددها الصادر أمس، فرضية المقاطعة، قائلا إن "الحقيقة أن الجزائر لم تتقدم لنا بأفلام جديدة كما أنه لا توجد أفلام جزائرية أنتجت مؤخرا لتدخل المهرجان لذلك لا توجد مقاطعة"!!! كلام رزق الله هذا، يدل للمرة 365، أن المصري لا ينظر حوله، وبأنه يقضي كل وقته في النظر إلى المرآة، مقنعا نفسه أنه بؤرة العالم وأنه "ربّها".. كيف لا ونحن نسمع من مصري من المفترض أنه مدير فني لمهرجان سينمائي كبير، قوله بأن الجزائر لم تنتج أي فيلم سينمائي في السنة الأخيرة، في الوقت الذي يعود فيه فيلم "خارجون عن القانون" للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، إلى الجزائر، محملا بأهم جائزتين في مهرجان دمشق السينمائي الأخير.. أم أن رزق الله هذا، لا يعترف بشرعية أيّ مهرجان سينمائي آخر لا يحمل شعار الأهرامات!!؟ تبريرات رزق الله التي حاول من خلالها أن يغطي الشمس بالغربال، دفعتنا إلى أن نفتح منجل السؤال مجددا في "الفجر الثقافي" عن مدى اتساع الشرخ الثقافي بين الجزائر ومصر، بعد مرور سنة كاملة على بداية مسلسل "الإخوة الأعداء" والذي يصرّ الطرف المصري على أن يلعب فيه دور وحش الشاشة بلا منازع أو بتعبيرنا الدارج دور "الطفل انتاع الفيلم"؟!!