نطقت محكمة جنايات مجلس قضاء عنابة، أول أمس، بالحكم بالمؤبد في حق زوج يدعى (ز. عبد الكريم)، 39 سنة، ارتكب جريمة بشعة في حق زوجته، أم طفله، عندما قام بصب لتر بنزين عليها وإضرام النار بجسدها، ليتركها تصارع الموت لوحدها ويلوذ بالفرار وقائع هده المأساة التي أثارت فضول الحضور بقاعة الجنايات أمس، دارت أطوارها بمنطقة الذرعان في الطارف، يوم ال 20 من شهر جانفي 2007، عندما تدخلت عناصر وحدات الحماية المدنية لنقل السيدة (ش. صورية) عقب إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة بأنحاء مختلفة من جسدها، وتوجيهها لمستشفى ابن سينا بعنابة، أين أدلت بآخر تصريحات لها قبل أن توافيها المنية أياما بعد الحادثة، تقول إن زوجها قام بصب البنزين عليها ثم أشعل النار فيها باستعمال ولاعة بسبب شجار حام دار بينهما، على خلفية اعتقاده أنها تجمعها علاقة بشخص يقوم بالإتصال بها عن طريق هاتفها النقال. بعد الإستماع لهذه الإفادة، قامت المصالح الأمنية بتوقيف الجاني الذي بعث رسائل مع أقربائه لزوجته أكثر من 3 مرات، يقول فيها إن مصيره بين يديها ويطالبها بالرزانة في أقوالها أمام الأجهزة الأمنية والقضائية، كما ورد في إحدى الرسائل طلبه منها أن تسامحه على ما اقترفه في حقها. أمام هذه الوقائع المؤسفة، لم يجد الجاني سوى إنكار التهمة المنسوبة إليه، مؤكدا أن زوجته قامت بوضع قارورة البنزين أمام آلة الطبخ التي كانت نيرانها متقدة لتنتقل لها النيران بحكم قيامها بطبخ العشاء في تلك الليلة المشؤومة، وقد قام بنزع ثيابها المشتعلة عنها غير أن النيران لم تنطفئ. وفي هذا الوقت بالذات أضاف قاضي الجلسة أن الزوج فر تاركا زوجته تصارع مصير الموت حرقا وهي عارية تماما، من غير أن يبذل أي جهد لمناداة الجيران أو استعمال الهاتف لطلب نجدة الإسعاف، ليتدخل الجيران لإسعافها بعد سماع نداءاتها المتكررة بإنقاذها من الموت!