أمهلت جمعية معطوبي حرب التحرير الوطني السلطات العمومية فترة زمنية مدتها شهرا قبل اتخاذ قرار تنظيم اعتصام وطني لتلبية مجموعة من المطالب الحيوية، أهمها توفير الأطراف الاصطناعية التي لم تعد صالحة بعد تجاوز مدة 20 سنة، بالإضافة إلى رفع نسبة المنحة المخصصة لهذه الفئة. وقال، أمس، رئيس الجمعية، محمد بوحفصي، لدى افتتاحه اللقاء الوطني الذي ضم مجاهدين معطوبين في حرب التحرير الوطني، بفندق “دار الضياف” بالشراڤة، إن قرار تنظيم اعتصام وطني، تم اتخاذه بعد حالة اليأس والتهميش الذي يطال هذه الفئة من المجاهدين، مشيرا إلى أن أغلبية المعطوبين يتلقون صعوبات كبيرة في التعايش مع الأطراف الاصطناعية،”التي أكل عليها الدهر وشرب”، خاصة وأن مركز الدويرة المكلف بهذا النوع من الأطراف لم يعد يؤدي الخدمة كما ينبغي بسبب غياب الأطباء المتخصصين في هذا المجال. وندد المتحدث بالإقصاء المبرمج الذي تلقته الفئة على مستوى الجهات المسؤولة، بداية بوالي العاصمة، الذي قال إنه رفض استقبالهم ولو لخمس دقائق للاستماع إلى انشغالاتهم، ونفس المشكل تلقوه مع رئاسة الحكومة، ليؤكد أن الرفع الطفيف للمنحة خلال السنوات الماضية تطلب منه التنقل إلى تلمسان واستغلال زيارة الرئيس بوتفليقة للولاية لإبلاغه انشغال معطوبي حرب التحرير. وأجمعت شهادات العديد من الحاضرين في الملتقى على أن المنحة التي يتقاضونها والخاصة بالإعاقة “تصلح لتسديد فاتورة الكهرباء والغاز أو شراء كيلوغرام من الموز”، معتبرين ذلك قمة الاحتقار و”الحڤرة”. وحسب الشهادات التي أدلى بها معطوبو حرب التحرير، وأغلبهم أصيبوا على محور خط شارل موريس بالحدود الشرقية والغربية، فإن بعض الأطراف الاصطناعية أصبح وزنها أثقل من وزن المعطوب ذاته، بسبب التغيرات الفيزيولوجية وتقدم أغلبيتهم في السن وقدم التجهيزات، وقد حملت هذه الوضعية المزرية بعضهم على الاستعانة بأرجل خشبية بهدف التخفيف من وزن الأرجل القديمة، كما وجه المعطوبون رسالة إلى الوزير الأول من أجل إعادة النظر في مطالبهم قبل الخروج إلى الشارع في اعتصام.