شهدت الجزائر هذه السنة ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالسنوات الماضية في كميات المواد المخدرة المضبوطة من طرف مصالح الأمن، وزيادة في نسبة المدمنين عليها، فبعدما كانت مصنفة كبلد عبور وتهريب المخدرات، أصبحت اليوم بلدا مستهلكا. آخر الإحصائيات أشارت إلى تسجيل 300 ألف شخص يتعاطون القنب الهندي، لتنتشر هذه الآفة بشكل ملفت للانتباه بين الإناث والذكور من مختلف الأعمار والمستويات، لتشمل فئة الشباب، وخاصة طلاب المدارس والجامعات عن طريق شبكات متعددة الجنسيات تروج لها في الجزائر. كما رصد الديوان الوطني لمكافحة المخدرات خلال السنة الجارية 47 طنا من القنب الهندي موجهة إلى الشرق الأوسط والخليج العربي وأوروبا عبر الساحل الإفريقي، تم حجزها بالصحراء الجزائرية، بالإضافة إلى وجود 40 هكتارا من الأراضي في الجزائر مخصصة لزراعة الهيرويين والأفيون، أين تم القضاء على 77 ألف شجيرة، وذلك لارتفاع ثمنه في السوق، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد 14 ألف أورو، أي ما يعادل 14 مليون دولار للطن الواحد في الحدود الجزائرية المالية حاليا، حسب قانون العرض والطلب. وحسب ما كشف عنه التحقيق الوطني الوبائي لسنة 2010 فإن 300 ألف شاب وشابة يتناولون المخدرات، تتراوح أعمارهم مابين 12 و35 سنة، 32 ألف منهم تم معالجتهم سنة 2009، حيث أكدت دراسة جزائرية سابقة أن المرأة الجزائرية أصبحت تتعاطى المخدرات أكثر من ذي قبل ووصلت نسبتهن بحسب الدراسة إلى 5 بالمائة، كما كشفت أن 12 ألف جزائري متورطون في تهريب المخدرات. من جهة أخرى، فإن نسبة تعاطي المخدرات عند طلاب الجامعات عرفت ارتفاعا كبيرا، أين أصبحت المؤسسات الجامعية والمدارس فضاء لبيع وترويج المخدرات بمختلف أنواعها، وخاصة في الإقامات الجامعية، فقد صرح المكتب الوطني لمكافحة المخدرات مؤخرا أن الظاهرة عرفت منحى خطيرا في ارتفاع عدد المتعاطين للمخدرات من قبل الشباب، وهذا راجع إلى النقص الفادح في المراقبة والتوعية.