إتهمت حركة العروش، الأرسيدي، بالوقوف وراء أعمال التخريب والشغب، وحالة اللا استقرار التي ميزت أغلب ولايات منطقة القبائل، متعهدة بالتصدي لها وتعرية سياسة “الأرض المحروقة التي يتبعها” استنكرت تنسيقية حركة العروش لست ولايات، هي الجزائر العاصمة، بجاية، تيزي وزو، برج بوعريريج، سطيف وباتنة، الاتهامات التي أطلقها الأرسيدي، عندما اتهمها بالوقوف وراء أعمال التخريب والشغب التي شهدتها عدة مناطق من الوطن منذ يوم الأربعاء الماضي. واستنكر بيان حركة العروش بلهجة شديدة، المحاولات الجديدة للأرسيدي، الذي قال إنه بعدما فشل في تقسيم حركة العروش في السابق وأحبط في انتزاع الشعبية التي تتمتع بها الحركة، انتقل إلى اتهام عناصرها بالوقوف وراء أعمال الشغب والتخريب. واعتبرت الحركة أنها الوصية الفعلية لإقرار الديمقراطية وتحقيق المطالب التي دونتها في لائحة القصر سنة 2001، وجددت التزامها بتجسيد أرضيتها، التي لاتزال صالحة منذ تأسيس الحركة على خلفية أحداث الربيع الأسود التي سقط فيها 127 قتيل بمنطقة القبائل. وفي ظل تبادل التهم، فسرت من جهتها حركة العروش في البيان وقعه، مصطفى معزوي، أول أمس، تلقت “ الفجر” نسخة منه، بأن الأرسيدي يقوم بالاستثمار السياسي في المنطقة وحمله مسؤولية ما وقع من أعمال تخريب، وقال البيان إنها “مجرد جمعية سياسية لم تقم بدورها بمنطقة القبائل، كما أنه خلال تواجدها منذ سنة 2001 الى غاية 2004، لم تسجل خلالها أي أعمال اختطاف أو المطالبة بالفدية والمبالغ المالية وهذا بفضل يقظة حركة العروش”. وأكدت الحركة أنه منذ عودة الأرسيدي للواجهة السياسية، بعدما افتكت حركة العروش مجموعة من المطالب من الحكومة، تواجه منطقة القبائل مشاكل عديدة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وتعهدت بعدم السماح مجددا للأرسيدي بمواصلة تطبيقه لسياسة الأرض المحروقة والعبث بمصير المواطنين، مؤكدة أن الحركة سوف لن تسكت عن تلك الأعمال. واعترف بيان حركة العروش، تلقت “الفجر”، أمس نسخة منه، أن الوضعية الاجتماعية بالجزائر صعبة، غير أنه لا يوجد أي مبرر منطقي أو وجيه لأعمال العنف والتخريب التي طالت الممتلكات العمومية والخاصة، التي هي في الأصل إحدى المساحات التي يتقاسمها عدد كبير من المواطنين والشرائح البسيطة. واستشهد البيان بعدم جدوى أسلوب التخريب بالقول “ليس بكسر واقتحام المحلات التجارية والاعتداء والسطو على أصحاب السيارات والمواطنين العزل، يتم افتكاك الحقوق”، مقترحا انتهاج الطرق السلمية في التعبير عن المطالب وتحقيقها، كما حذر المواطنين من الانسياق وراء المخربين و المشاغبين، أمام من يريدون الاستثمار في الوضع. وأمام هذه الوضعية، وجهت الحركة نداء إلى جميع ممثلي العروش لإعادة التهيكل والتنسيق فيما بينهم، مع المطالبة بإحياء عيد يناير الموافق ل12 جانفي الجاري، وتأسفت حركة العروش لولاية تيزي وزو، أنه لأول مرة في تاريخ منطقة القبائل، تسجل احتجاجات ميزتها الفوضى وغيب فيها التأطير والتنظيم، رغم كون المنطقة إحدى أهم المعاقل التي دافع أبناؤها ومنذ زمن بعيد عن القضايا المتصلة بالهوية والعدالة والديمقراطية.