كانت الجزائر حاضرة في أشغال ومناقشات المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، الذي تنتهي أشغاله يوم غد، حول ملف “ارتفاع أسعار الغذاء، تهديده للاقتصاد العالمي وانعكاساته على الاستقرار الاجتماعي”، فكانت الجزائر، باعتبارها عينة حية من البلدان العربية التي واجهت مؤخرا هذا المشكل، بسبب ارتفاع أسعار السكر والزيت، ما تسبب في وقوع احتجاجات في الشارع، خاصة وأن مخاوف تجددها مازالت مطروحة بالنظر إلى هاجس ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق العالمية. وقالت نجوزي أوكونجو أيويالا، مسؤولة كبيرة في البنك الدولي، أن ارتفاع أسعار الغذاء، يمثل تهديدا كبيرا للاقتصاد العالمي والاستقرار الاجتماعي، منبهة إلى أنه “لا يجب على صناع السياسة المبالغة في تنظيم أسواق السلع الأولية. نريد بعض التنظيم وليس قبضة حديدية”، مضيفة “إن ارتفاع أسعار الغذاء، يضغط على الفقراء ويذكي الاضطراب الاجتماعي”، مشيرة إلى أن الجزائر عرفت أعمال شغب عنيفة إثر التهاب أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، وذلك ما أكدته المتحدثة، حين قالت “رأيتم ما حدث في الجزائر وبلدان أخرى في الآونة الأخيرة. لا شك أن ارتفاع أسعار الغذاء والضغط على مستوى المعيشة يحدثان أثرهما”. وحذرت المتحدثة في نفس الوقت من تداعيات هذه الظاهرة على الفقراء، لأن تخفيض الأسعار هو حل مؤقت، حسبما أوضحته قائلة “هذا سيكون أشد وطأة على الفقراء، لن نرى أسعارا زهيدة للغذاء مجددا، لأن هذه ظاهرة طويلة الأجل”. وركز المشاركون العرب، وعلى رأسهم عمرو موسى على تدارس ما يجري حاليا في الشارع العربي، خاصة مصر والأردن واليمن، الذي قال “المواطن العربي غاضب ومحبط “، مذكرين بأعمال الشغب الأخيرة في الجزائر، ودعوا إلى إقامة إصلاحات اقتصادية وسياسية في البلدان العربية. ومن جانبها، توقعت وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيف الائتماني، في تقريرها الصادر أول أمس، أن تكون الجزائر من أهم الدول العربية المرشحة لوقوع احتجاجات سياسية، بسبب “عدم الاستقرار السياسي السائد فيها”. ووضعت الوكالة المختصة في التصنيف الائتماني، الجزائر مع مصر والأردن والمغرب، باعتبارها البلدان العربية الأكثر اضطرابا في المنطقة العربية، غير مستبعدة، عودة الاحتجاجات إلى الجزائر وإلى الدول الثلاث المذكورة، على غرار “انتفاضة الياسمين “ في تونس، التي أنهت حكم الرئيس الهارب، زين العابدين بن علي، وأدخلت هذا البلد في مرحلة سياسية انتقالية جديدة. وقالت الوكالة إنها لا تتوقع “موجة من عدم الاستقرار السياسي في المنطقة”، لكنها ترى أن حالة “عدم اليقين السياسي والمالي، تضغط على التصنيفات السيادية لبضع دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، ومنها الجزائر.