قام عشرات الشباب بساحة أول ماي، أمس، بتنظيم اعتصام مواز للمسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، والتي تحولت إلى اعتصام ومظاهرات في ساحة أول ماي. حمل الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة، شعارات تمجد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ونادوا بحياته، كما طالبوا المتظاهرين بالرحيل من المكان، وقد قامت قوات الأمن بالتصدي لهم ومنعهم من الوصول إلى المتظاهرين من خلال وضع حاجز أمني بينهم وبين المتظاهرين، لمنع حدوث أي انزلاقات أو مواجهات، رغم أن الشباب كانوا يطلبون من قوات الأمن تمكينهم من الوصول إلى المتظاهرين والمواجهة معهم. وحاول الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، على يحيى عبد النور، التقدم إليهم، والحديث معهم، غير أن طلبه قوبل بالرفض، وحاول الشباب طرده، وتم حمايته من طرف عناصر الأمن الذين كانوا يحطون بالمتظاهرين. وطلب رئيس التنسيقية الوطنية من أجل التغيير، مصطفى بوشاشي، من المتظاهرين عدم الدخول معهم في مناوشات، وقال ل”الفجر” في تعليق على الظاهرة، “إن هؤلاء أبناؤنا مثلهم مثل الشرطة، ولا يجب أن ندخل معهم في مناوشات”، واتهم بوشاشي السلطات بتجنيد الشباب للتأثير على مسيرته، قائلا “إن النظام منذ سنة 62 وهو يعمل على تفريقنا من أجل الاستمرار، يجب أن نكون أعقل وأذكى منه، لأن هدفنا هو تحرير الجزائريين، والوصول إلى ديمقراطية حقيقية، وعناصر الشرطة هم أبناؤنا، ولا يجب أن نحملهم المسؤولية عندما يقومون بضرب البعض أو اعتقالهم، لأن لديهم أوامر يجب أن ينفذوها”، واعتبر بوشاشي أغلب الذين وقفوا ضد مسيرته من غير البالغين. أما المتخصص في علم الاجتماع، والسياسي، ناصر جابي، فقد اعتبر ما قام به الشباب الذين نظموا التظاهرة الموازية نوعا من “البلطجة”، في إشارة إلى ما حدث في مصر، وقال إن هؤلاء الشباب في أحيائهم، وهم يعتبرون أنفسهم أحرارا في “الحومة” ولذلك يقومون بما يشاؤون ويخالفون من يشاؤون، كما لم يستبعد جابي أن يكون هؤلاء الشباب قد وظفوا بطرقة مباشرة أو غير مباشرة من أجل الحيلولة دون نجاح المسيرة. .. وقوات الأمن تتفادى احتكاكهم مع المتظاهرين رفع سكان حي ساحة أول ماي العديد من الشعارات المناهضة للمتظاهرين، حيث دافع هؤلاء عن الرئيس بوتفليقة، ونادوا بحياته، وكادت أن تقع مواجهات بين المتظاهرين وسكان الحي لولا تدخل قوات الأمن التي منعت الاحتكاك بين الطرفين في العديد من المرات، لاسيما أثناء التحاق متظاهرين جدد بمكان التجمع. وفي الوقت الذي كان فيه المتظاهرون يطالبون بسقوط النظام راح سكان الحي، الذين صعدوا فوق مواقف الحافلات، يرددون شعارات مساندة للرئيس بوتفليقة ويستفسرون عن مكان تواجد أبناء سعيد سعدي، مبررين ما يقومون به بكونهم “تعبوا من المسيرات والتجمعات التي تمنعهم وأبناءهم من الخروج إلى الحي”. وكان سكان حي أول ماي يطالبون المتظاهرين بالعودة إلى ديارهم وعدم المساس بالاستقرار والأمن كونهم عانوا الويلات خلال العشرية الماضية بسبب الإرهاب وهم في غير حاجة إلى العودة إلى الوراء.