أثبتت التجارب العلمية الحديثة أن منطقة تبسة تتميز بتربة تعطي آفاقا واسعة للاستثمار في غراسة أشجار الزيتون، حيث عرفت انتشارها منذ عهود غابرة، فقد ذكر المؤرخون أن الرومان أنجزوا أكثر من 200 معصرة تمتد من بحيرة الأرنب إلى عاصمة الولاية، كما أعطت تحاليل المصالح المخبرية العلمية نتائج رائعة صنف على إثرها الزيت الفركاني كأجود أنواع زيت الزيتون لما يتميز به من انعدام نسبة الكولسترول، وأثبت نجاعته في عدة استعمالات استشفائية. يذكر أن أشهر معاصر الزيتون القديمة هي معصرة برزقان التي تقع على الطريق الوطني بين تبسة وبئر العاتر، على بعد حوالي 35 كلم جنوبالمدينة، بنيت في الفترة ما بين 98 و 117 م من طرف الرومان، وتتربع على مساحة 800 متر مربع كانت تحتوي على 3 طوابق، وإن ضخامة حجمها يدل على ارتفاع كمية الإنتاج الذي كان يصدّر إلى روما انطلاقا من تبسة حسب تصريحات مؤرخين. في مقابل ذلك، وبالرغم من اتساع الاستثمار الفلاحي في غراسة هذه النوعية من الأشجار المثمرة، حيث قفز العدد في ظرف أقل من 5 سنوات من 1000 إلى أكثر من 30 ألف شجرة، بحثا عن الاقتداء بالتجربة الإسبانية في الغراسة المكثفة، وبعد أن دخلت بعض المستثمرات بالعقلة المالحة وصفصاف الوسرى مرحلة الإنتاج، حيث يوجه الزيتون لمعاصر ولايتي ڤالمة، سوق أهراس والطارف، إلا أن البنوك ترفض مشاريع الوحدات الصناعية لزيت الزيتون بمبرر نقص هامش الربح المتوقع، وعدم مردودية هذه المشاريع.