تعرف مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى الجيلاني بن عمر بولاية الوادي انعداما كليا للأخصائيين في الأمراض العقلية، رغم تسجيل عدد متزايد من المرضى في هذا المجال وصل حدود 5 آلاف مختل عقليا على مستوى بلديات الولاية. المصلحة تم غلقها منذ شهر جويلية 2010، بعد خروج الطبيب الوحيد إلى التقاعد، وهو ما خلق موجة من القلق والتذمر في أوساط السكان، لا سيما مع الانتشار الرهيب للمختلين عقليا في الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق، أوضح بعض أولياء المرضى المختلين عقليا ل"الفجر" الحالة الكارثية التي باتوا يتخبطون فيها جراء عدم وجود طيب أو جهة تتكفل بأبنائهم المختلين عقليا. واشتكى هؤلاء من نقص الحد الأدنى من الخدمة بهذه المصلحة، خاصة أن مجموعة كبيرة منهم تحتاج لتناول مهدئات وجرعات مستمرة للدواء الخاص بها وحقنها الخاصة. ويضيف أحدهم قائلا إن أحد أبنائه آذى نفسه وجيرانه لعدم حصوله على الجرعات المناسبة في الوقت المناسب، ناهيك عن الانتشار الفظيع للمجانين بالقرب من الأسواق الشعبية وعلى جنبات الشوارع الرئيسية، إذ يقوم الكثير منهم بإيذاء المارة، لا سيما الفتيات والنساء اللائي يتاحشين المرور على هذه الأماكن خوفا من تصرفاتهم الطائشة. وأمام هذا الوضع، يبقى هذا النوع من المرضى في انتظار تعيين طبيب مختص بهذه المصلحة المغلقة في وجههم، ما يضطر أولياءهم لنقلهم نحو المصحات التونسية.