أصدر المجلس الأعلى للغة العربية حديثا، كتاب جديد ضمن سلسلة “شخصية ومسار”، يسلط فيه الضوء على شخصية الأستاذ الأمين بشيشي. الكتاب حمل عنوان “الأمين بشيشي المناضل والفنان الموهوب”، جاء في حوالي 100 صفحة من الحجم العادي، أصدر بعد حفل التكريم الذي حظي به الأستاذ من قبل المجلس سنة 2010. وما جاء في مقدمة الكتاب أن الأمين بشيشي شخصية جزائرية فاعلة في المجال الفني، وله الكثير من الإنجازات الكبيرة في مجال التلحين والأناشيد الوطنية التي ماتزال تشكل الرصيد الفني الجزائري في المناسبات الوطنية. كما أن الأستاذ من الرموز الثقافية الجزائرية التي سجلت العديد من الإنجازات النضالية وكتبت الكثير من المقالات، خصوصا حول النشيد الوطني الجزائري قسما، كتاباته المتعددة من قبل شاعر الثورة، وكذا الألحان التي سبقت اللحن المعمول به إلى يومنا هذا لحن محمد فوزي رحمه الله. وأضاف الدكتور محمد العربي ولد خليفة، قائلا: “إنّ هذا التكريم الذي تم تخصيصه للأستاذ بشيشي من قبل المجلس الأعلى للغة العربية، لشخصية متعددة المواهب من وزن أحد رجالات الجزائر ومناراتها الوضاءة، فالأستاذ الأمين بشيشي عشق الجزائر منذ نعومة أظفاره”، وأضاف المتحدث أن في مسيرة المجاهد والمربي والفنان والوزير الأمين بشيشي محطات كثيرة يمكن أن تعتبر عناوين كبيرة للجزائر الحديثة والمعاصرة. وضم الكتاب جملة من الشهادات الحية التي ألقيت بالمناسبة، منها كلمة الشاعرة ربيعة جلطي التي جاء فيها “هذه الجلسة التي نخصصها لتكريم هذا الشاب الجميل، وقليل من المسافة لنختلي إلى أنفسنا وأن نشرب معا كأس الفرح، ونحن نجلس قبالة وجانب الأستاذ الأمين بشيشي، فعندما تنتفي المسافة بين أنامل المجاهد وأنامل الموسيقي، هو الأمين بشيشي اجتمع له ما لم يجتمع لغيره من السياسيين أو لغيره من الشعراء أولغيره من الإداريين، تلتقي فيه الأطراف بالأطراف، من حس فراشات الموسيقى إلى زئير السياسة. أما عبد الحميد مهري، فقال بالمناسبة إنه كان شاهدا على أيام الدراسة بتونس وما كان يعانيه الشباب الجزائري من فقر وحاجة، ما جعله يبدع لسد هذه الفجوة الكبيرة، مضيفا “أن الأمين بشيشي المسرحي وتجربته في هذا المجال، تعود إلى حوالي ستين سنة خلت عندما كنا طلابا بجامع الزيتونة، حيث كانت الفترة تتميز بغليان الوطن، كما كانت فكرة الاستقلال الوطني مجرد خيوط ومشاريع وأحلام، ولكننا كنا نحاول من خلال نشاطاتنا أن نجعله مجسما كل يوم في نشاطاتنا”. كما سجل كل من الدكتور عمار طالبي، عبد الله عثامنية، عثمان سعدي والوزيرة والمجاهدة زهور ونيسي، حضورهم في هذا الإصدار والتكريم أيضا بنصوص شعرية تغنوا فيها بالكاتب.