دعا الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، إلى التعجيل بفتح نقاش بين الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية من أجل التشاور حول الإصلاحات السياسية التي أعرب عن إحداثها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في خطابه الأخير، مرحبا بمبادرة رئيس جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت احمد التي تندرج في هذا الإطار. وأشار إلى أهمية فتح المجال لحركته ولكل الشخصيات الوطنية من أجل الوصول الى أرضية عمل مشتركة، بهدف إحداث تغيير سلمي في البلاد. وقدم، أمس، فاتح ربيعي، على هامش أشغال الملتقى الوطني لشباب حركة النهضة، الخطوط العريضة لمقترح حركته المتعلق بالإصلاحات السياسية المرتقبة، ولخصها في تعديل الدستور ثم بلورة إصلاحات اقتصادية تطبقها حكومة محايدة، على أن تتم الإصلاحات السياسية باستشارة جميع الأطياف السياسية والشخصيات الوطنية الحاملة لمبادرات ثرية يمكن أن تسهم في إحداث التغيير الذي يرجوه الشعب. وفي الكلمة التي ألقاها خلال الملتقى الذي نظمته الحركة بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، جدد فاتح ربيعي رفض النهضة للإجراءات الجديدة المتعلقة بالتشغيل والسكن، وقال إنها “خطوات إيجابية لا يمكن نكرانها، لكنها مجرد مسكنات لواقع معقد، وهي إجراءات سطحية لم تعالج عمق الأزمة التي يعيشها الشباب الجزائري”، موضحا أن الحلول يجب أن تكون شاملة، من خلال إصدار منظومة من الإجراءات والتدابير التي من شأنها أن تمنع الهزات عن الجزائر، هي في غنى عنها”، وواصل أن البلاد ليست في منأى عما يجري في محيطها، مضيفا إن تعديل قانوني الأحزاب والانتخابات من أولويات الحركة التي “تعتبرهما أشبه بقانون الطوارئ”، واعتبرها “الخطوة التي ستعيد للعملية السياسية ثقة الشعب”. وحذر المتحدث من الانعكاسات السلبية التي يمكن أن تنجر عن التأخر في تجسيد الحلول المقترحة، في إشارة منه إلى خطر انتقال عدوى الانتفاضات الشعبية التي تعيشها عدة بلدان عربية و دول الجوار كليبيا، المغرب وتونس، ونصح الشباب الجزائري بالاستقامة والتحلي بروح المسؤولية والتسلح بالعلم والمعرفة لمواجهة تحديات العصر، مشيدا بأسبقيته بين شباب الأمة العربية في الدعوة الى التغيير. ودافع الأمين العام عن حركته، في كونها لا تستغل فئة الشباب في المواعيد السياسية، وقال “لا نريد الشباب فقط للتحالف في الانتخابات السياسية، فالشباب عنصر فاعل في التنمية أيضا”، موضحا أن هذا الملتقى كان مبرمجا منذ سنتين خلت، غير أنه تصادف مع الأحداث التي يقودها شباب بعض الدول، مشيرا في كلمة وجهها إلى القائمين على الملتقى إلى ضرورة تمرين الشباب على ممارسة الديمقراطية والتوقف عن تلقينهم دروسها فقط. وفي الشأن الليبي، ندد مسؤول حركة النهضة بالتدخل الأجنبي في ليبيا، محملا مسؤولية الوضع إلى الزعيم معمر القذافي، معتبرا تشدده بالحكم على حساب مصلحة شعبه، الدافع الأول للتدخل العسكري الغربي على ليبيا، الذي سيكون له انعكاسات خطيرة على منطقة المغرب العربي الكبير، حسب تعبير المتحدث.