ينتظر أن يُصعّد اليوم الأحد الأساتذة المتعاقدون احتجاجهم بساحة “الإدماج” أمام مقر رئاسة الجمهورية، بعد “سبت الصمت” والهدوء الذي ساد المرادية أمس، والذي وصفه المحتجون بالهدوء الذي يسبق العاصفة المواطنون يتضامنون مع المحتجين بالأغذية والأفرشة محضرين لاقتحام قصر الرئاسة تزامنا مع تسرب معلومات تتحدث بأن رئيس الجمهورية استدعى وزير التربية أبو بكر بن بوزيد لاجتماع طارئ هذه الصبيحة حول قضيتهم. شهد، أمس، مقر رئاسة الجمهورية هدوءا على غير العادة، حيث افترش ما يزيد عن 500 أستاذ متعاقد “الكرتون” في انتظار أي مستجدات قد تبلغهم من طرف أي مسؤول بخصوص قضية إدماجهم التي أكدوا أنهم سيموتون من أجل تحقيقها، رافضين التراجع إلى الوراء، وعازمين على مواصلة المبيت في الشارع لأسابيع أخرى، رغم الإعياء والتعب الذي كان باديا على وجوههم. وميز “ساحة الإدماج” غياب الشعارات واللافات المنددة بسياسية الوزير بن بوزيد وتحقيق مطالبهم، بعد أن جردتهم منها قوات الأمن، ما دفع بالأساتذة المحتجين للبحث عن الكرتون في كل الاتجاهات خاصة لدى عمال النظافة، لتدوين شعارات جديدة مغايرة، واستعمالها كفراش للمبيت عليها في “بيتهم الجديد” الذي يفتقر للجدران وللسقف، وعوضت حيطانه بجدران بشرية تتمثل في “قوات مكافحة الشغب”. والمثير للانتباه هو التضامن الذي أبداه مواطنو المرادية حيال المحتجين الذين يبيتون لليوم السابع في الشوارع المقابلة لرئاسة الجمهورية، حيث نزلت عائلات وقدمت لهم يد المساعدة، من ضمان الغذاء والأفرشة والأغطية، على غرار إحدى المسنات التي يتجاوز عمرها الثمانين عاما، حيث باتت يوميا تنقل إليهم فطور الصباح في محاولة منها وعلى غرار جميع القاطنين بالمنطقة للتعبير وبطريقتهم الخاصة عن مساندتهم لقضيتهم. وأكد الأمين الوطني للمجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، المنضوي تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، فواز سديرة، في تصريح ل”الفجر”، إنهم في حالة صمت، موازاة مع الصمت الصادر عن الجهات العليا، قائلا “إن هذا لا يعني أنهم قد يئسوا”، مشيرا إلى معنوياتهم التي ارتفعت أمس السبت بعد زوال الخوف الذي تملكهم من التحاق جماعات التغيير التي يقودها سعيد سعدي، برئاسة الجمهورية وحدوث انفلات في قضيتهم، موازاة مع الاعتصامات التي تقام كل يوم سبت، رافضا تسييس لائحة مطالبهم المهنية الاجتماعية. كما اعتبر المتحدث التحاق المزيد من المتعاقدين من ولايات أخرى لمساندتهم، على غرار ولاية جيجيل والمدية والبويرة زادهم تفاؤلا وإصرارا للصمود رغم قساوة المبيت في الشارع، مثمِّنا الجهود الصادرة عن المواطنين والنقابات المستقلة التي دعمتهم في إشارة إلى”السناباب” و”الكناباست” و”الانباف”. كما دعا المتحدث إلى تحرك نواب البرلمان وجمعيات المجتمع المدني، مطالبا مختلف الأساتذة المتعاقدين المتواجدين عبر الوطن الالتحاق باحتجاجهم، على اعتبار أن القضية تخص 20 ألف متعاقد وليس 500 شخص فقط. ونقل ممثل المحتجين في ذات السياق القرار الخاص بمقاطعة الدخول المدرسي الخاص بالفصل الثالث، الذي سينطلق يوم الأحد المقبل، مؤكدا سعيهم على إنجاح ثورتهم، بانتهاج مختلف أساليب الاحتجاج التي ستصعد بداية من اليوم، حيث سيحاولون اقتحام رئاسة الجمهورية، بعد أن بدأ أملهم يخيب في تحقيق مطالبهم، وبدأت ثقتهم بالرئيس تتراجع مع مرور الأيام.