قد يعتقد البعض أن ارتكاب جرم تحت تأثير مفعول أي نوع من الأقراص المهلوسة أو بفعل تناول المشروبات الكحولية التي تغيب العقل سيكون لهم شفيعا أمام القانون يوم يحين الوقت للرد على ما ارتكبوه من جرم، باستعمال عبارة “لم أكن أعي ما أفعل عندما أقدمت على ما فعلت”، فالقانون في هذا الشق واضح وهو ينص على أن الأمر لا يعدو كونه ظرفا مشددا لا مخففا. وقد تجلى الأمر بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة التي فصلت خلال دورتها الحالية في قضية قتل عمدي مع سبق الإصرار والترصد، كان المحرك الرئيسي فيها جلسة خمر لم تكن لتنتهي بدون تلك الطريقة البشعة التي كان شاب من سيدي فرج بالعاصمة ضحية لها. الوقائع التي تعود إلى مطلع السنة الماضية وحسب ما دار في قاعة المحاكمة التي وقف فيها متهمان للرد على أسئلة هيئة المحكمة بدأت عندما كان الاثنان، والضحية بصدد تناول ما أرادوا من أم الرذائل بالمطعم المسمى السفينة بمنطقة سيدي فرج السياحية، قبل أن تبدأ فصول مشاجرة جعلت الضحية يخرج سكينه لطعن خصمه بعد مشادات كلامية بينهما، إلا أن الجاني وهو المسمى “ح.ن” 33 سنة تمكّن من سلبه إيّاه ليقوم بطعنه بكل قوته وفي أنحاء متفرقة من جسده، وهو ما لم يترك له أي فرصة للنجاة بالرغم من محاولة إسعافه السريعة. وبالتحقيق مع هذا الأخير من قبل مصالح الأمن التي تنقلت إلى مسرح الجريمة فور إخطارها اعترف الجاني بما ارتكبت يداه، موضحا أنه لم يكن يعي ما يفعله، مؤكدا مشاركة صديقه له في ذلك بالتصريح أنه، أي المسمى “ل.أ” 28 سنة، قد ساعده بإبعاد كل من حاول الاقتراب لفك الضحية من قبضته باستعمال قضيب حديدي هدد به الجمع الذي كان في محيط المطعم، إلا أن هذا الطرف أنكر كل ما نسبه إليه صديقه وبأنه لم يكن طرفا في الخصام الذي نشب فجأة بينهما. وبالرغم من هذا الإنكار، إلا أن ممثل الحق العام التمس في حقه عن تهمة المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد حكما بالإعدام شأنه شأن المتهم الرئيسي، قبل أن تعود هيئة المحكمة وتدين هذا الأخير بحكم يقضي بسجنه لعشرين سنة سجنا نافذا، فيما برّأت ساحة المتهم الثاني من التهم الموجهة إليه لينفذ بجلده من جريمة حاول صديقه في الرذيلة أن يجرّ قدمه فيها.