تحاول واشنطن في تحليل قدمه المختص في العلوم السياسية، سعيد قاسمي، في حديث ل “الفجر” جرّ دول الخليج إلى التورط في حرب مع إيران نيابة عنها من خلال تضخيم الخطر الإيراني على أمن دول الخليج وذلك لتتمكن من كسب المزيد من صفقات بيع الأسلحة لعرب الخليج طهران تحاول كسب ود الدول العربية أسوة بالتجربة التركية لكنه اعتبر أنه من الناحية العملية طهران لا تسعى لأي حرب في المنطقة كونها حققت ما كانت تصبو إليه من نفوذ من خلال الحرب الأمريكية على العراق من جهة وكونها تسعى لكسب ود العرب أسوة بالتجربة التركية وعدم فتح جبهة أخرى من العداء ضدها تضاف إلى العداء الغربي. أرجع الأستاذ سعيد قاسمي، المختص في العلوم السياسية بجامعة الجزائر في تصريح ل “الفجر” تبادل الاتهامات بين دول الخليج وإيران حول التدخل في شؤون الآخر إلى الخلافات القديمة بين الطرفين، حيث تسعى إيران إلى زيادة نفوذها في المنطقة على أساس هيمنتها التاريخية على المنطقة، ومن جهة أخرى فإن دول الخليج تدرك العلاقات التي تربط شيعة البحرين وشيعة السعودية بطهران. وعن الدور الأمريكي في إذكاء الخلافات بين دول الخليج وإيران، أشار الدكتور سعيد قاسمي إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لتوريط أطراف خليجية في الحرب مع إيران نيابة عنها لتقوم بحرب بالوكالة خاصة وأن واشنطن غير قادرة على التدخل عسكريا في دولة ثالثة بعد حربها على العراق وأفغانستان، وقد لاحظنا التردد الأمريكي في التدخل بريا في ليبيا رغم رغبة بعض أطراف الناتو في ذلك. ومن جهة أخرى، تعمل واشنطن، حسب الدكتور سعيد قاسمي، على تضخيم الخطر الإيراني من أجل استخدام طهران فزاعة تخيف دول الخليج وتمكنها من إنعاش صفقات بيع الأسلحة لها من جهة وإبقاء ولاء دول الخليج لها على اعتبار أن إيران عدو مشترك. وتكون بذلك واشنطن قد ضربت عصفورين بحجر واحد، فمن جهة يمكنها الضغط على إيران كعدو أرهقها بدعم الانتفاضة الفلسطينية وحزب الله وحركة حماس وسوريا من خلال الدول العربية، ومن جهة أخرى تروج لبيع أسلحتها دون أن تخسر عبء المواجهة المباشرة مع إيران. وحول حقيقة الخطر الإيراني الذي تتحدث عنه واشنطن ودول الخليج، اعتبر المختص في العلوم السياسية في حديثه ل “الفجر” أن من الناحية العملية فإن إيران تملك عدة أوراق يمكن أن توظفها ضد دول الخليج، فهي تستطيع تحريك الشيعة في البحرين وكذلك في السعودية وهي المخاوف التي تراود هذه الدول، لكن طهران، حسب سعيد قاسمي، لا تسعى إلى الدخول في حرب مع دول الخليج كونها حققت ما تصبو إليه من نفوذ في العراق من خلال الحرب الأمريكية الأخيرة على العراق، وهي بالعكس تحاول كسب ود الدول العربية وعدم معاداتها أسوة بالتجربة التركية، خاصة وأن إيران تواجه اليوم عداء الغرب بأكمله وغير مستعدة لفتح جبهات أخرى من العداء. كما استبعد الدكتور قاسمي إقدام دول الخليج على مواجهة عسكرية مع إيران لأن دول الخليج مجتمعة غير قادرة على مجابهة طهران. يذكر أن الاضطرابات التي تشهدها البحرين قد أثارت توترا بين دول الخليج العربي وإيران، حيث اتهمت الرياضطهران بالتدخل في شؤون البحرين، بينما تقدمت إيران بشكوى للأمم المتحدة بشأن نشر قوات تابعة لمجلس التعاون الخليجي بالبحرين، وقالت إنها لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي إزاء قمع المحتجين. ويتهم مسؤولون بحرينيون إيران وحزب الله في لبنان بدعم الاحتجاجات التي تشهدها بلادهم، وهو الأمر الذي ينفيه الجانبان. وكانت الحكومة قد اعتقلت المئات ممن شاركوا في الاحتجاجات، وسرحت الشركات المملوكة للحكومة المئات من الموظفين الشيعة الذين غابوا عن العمل خلال إضراب دعت إليه النقابات.