تستعد بريطانيا لإرسال مروحيات هجومية من طراز “أباتشي” إلى اليمن لاستخدامها كغطاء لعمليات إجلاء البريطانيين من هناك، مع اقتراب البلد من الوقوع على شفا حرب أهلية، وهي المؤشرات التي لا تزال ترعب دول الخليج المجاورة لليمن، مؤكدة أنها ستكثف جهودها لإنقاض اليمن من سيناريو الحرب الأهلية والمواجهات الدامية، مع إصرار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي غادر للعلاج نحو السعودية ويصر على إدارة ظهره للأوضاع في اليمن، مشددا على أنه الرئيس الشرعي لليمن رغم أن جميع المؤشرات تؤكد على فقدانه للشرعية. تشير الأنباء الواردة من الولاياتالمتحدة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تستعد لاستخدام طائرات “درون” من دون طيار في اليمن، لاستهداف من تعتقد أنهم أعضاء في تنظيم القاعدة. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن هذه الطائرات ستنضم إلى طائرات مماثلة تستخدمها القوات المسلحة الأمريكية، بالتنسيق مع الجيش اليمني، الذي توقف بسبب الأزمة الحالية هناك. وقالت وكالة أنباء أسوشيتد برس إن الوكالة الامريكية تقيم حاليا قاعدة لتلك الطائرات في مكان ما من المنطقة لاستهداف تنظيم القاعدة باليمن، وإن واشنطن تستعد لاحتمال أن تقرر الحكومة الجديدة في اليمن تقييد العمليات الامريكية هناك. وكشفت صحيفة ديلي تليجراف، أمس، أن ضابطا بارزا من سلاح الجو الملكي البريطاني يتولى قيادة سرب من مروحيات أباتشي قام بمهمة استطلاعية في اليمن، ويضع خططا عملياتية الآن لعملية إجلاء محتملة للدبلوماسيين وغيرهم من البريطانيين إذا ما ازداد القتال سوءا. وأضافت الصحيفة، أن طيارين بريطانيين يتدربون على مروحيات أباتشي في قاعدة واتيشام بمقاطعة سوفولك حصلوا على خرائط لليمن بصورة سرية، وتم تحميلها على أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم. وأشارت الصحيفة إلى أن ما لا يقل عن ثلاث مروحيات من طراز مارلين وضعت على أهبة الاستعداد أيضا للمساعدة في المهمة في اليمن بعد تجريدها من معداتها المضادة للغواصات، وسيتم استخدامها لإجلاء السفير البريطاني وموظفيه من صنعاء، فضلاً عن 30 عسكريا بريطانيا يساعدون القوات الخاصة اليمنية. وقالت إن قوة قوامها 80 جنديا من مشاة البحرية الملكية البريطانية مجهزة بسفن إنزال ومروحيات وأسلحة تكفي لتأمين منفذ بحري، تم وضعها على أهبة الاستعداد على متن سفن تستخدم جيبوتي كمركز ارتكاز. وأضافت الصحيفة أن مروحيات أباتشي سترافق نظيرتها مارلين إلى العاصمة اليمنية صنعاء، حيث ارتفع سعير القتال بين القوات الحكومية والميليشيات القبلية، لإجلاء الدبلوماسيين والعسكريين البريطانيين. وذكرت أن هناك نحو 500 بريطاني لا يزالون في اليمن على الرغم من دعوة وزارة خارجية بلادهم جميع البريطانيين إلى مغادرة البلد فوراً. ودعت وزارة الخارجية البريطانية الرعايا البريطانيين الأسبوع الماضي إلى مغادرة اليمن على محمل السرعة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وحذّرتهم من أنها من غير المرجح أن تكون قادرة على إجلائهم أو تقديم المساعدة القنصلية لهم في حال وقوع المزيد من التدهور في الوضع الأمني. من جهتهم يحاول جيران اليمن الخليجيون بذل مساع جديدة للوساطة لإيجاد حل في الأزمة السياسية الدامية في اليمن لكنهم لم يقدموا أي خطة لاجتياز المأزق بشأن النزاع على مصير الرئيس الجريح على عبد الله صالح الذي يتشبث بالسلطة بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة لحكمه. وحاول جيران اليمن مرارا ولكن دون طائل التوسط لخروج صالح من السلطة بعد شهور من الاحتجاجات المناوئة له. ويعالج صالح في السعودية بعدما أصيب في هجوم على قصره في وقت سابق هذا الشهر. وعقب فشل أحدث محاولة خليجية في مايو نشبت معارك على مدى أسبوعين دمرت أجزاء بالعاصمة وأثارت مخاوف غربية وإقليمية من انزلاق اليمن إلى الفوضى ومنح القاعدة معقلا قرب ممرات شحن النفط. صالح: “أنا بصحة جيدة و سأعود للحكم” قالت وكالة الأنباء الرسمية في اليمن إن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز هاتف الرئيس علي عبد الله صالح للاطمئنان على صحته. ونقلت وكالة “سبأ” عن صالح في مهاتفته الملك عبد الله القول إن “صحته جيدة وفي تحسن مستمر”، وقالت إنه ثمن “وقوف المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب إخوانهم في اليمن في ظل الأزمة الراهنة والجهود المبذولة لتجاوزها بما يحقق المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني”. وبحسب الوكالة فإن مدة الاتصال لم تكن قصيرة “إذ تم خلال الاتصال بحث العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات“. ونشرت الوكالة في الأيام الماضية نفيا لأخبار تتحدث عن تدهور صحة الرئيس صالح.