الانتقالي الليبي يرفض حقن الدماء ويواصل الطعن في سياسة الجزائر ويأتي ذلك بعدما حاول الأمين العام لجامعة الدولة العربية السابق، عمرو موسى ”التوبة” عما قام به من داخل الجامعة العربية بفتحه الأبواب على مصراعيها للتدخل الأجنبي في ليبيا. يأتي توجه الجامعة العربية لبحث الحلول السلمية في المشهد الليبي في وقت لم يتوقف فيه قادة المجلس الانتقالي الليبي عن محاولاتهم تشويه صورة الجزائر من خلال اتهامها بأنها تقود حملة دعم ليبيا بالمرتزقة. وفي هذا السياق، قال القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي، خير الله محمود، إن المعارضة الليبية سيطرت على أسلحة ثقيلة من دبابات ومدرعات دخلت إلى ليبيا عن طريق الحدود الليبية - الجزائرية، متهما النظام الجزائري بأنه يدعم نظام القذافي. على صعيد العمليات الدولية، أوضحت تصريحات كبار المسؤولين في الدول الغربية التي تقود حملة الناتو ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي انشقاقات حادة في مواقف دول الناتو بسبب تكاليف الحملة الجوية. وقال وزير الدفاع البريطاني، ليام فوكس، في آخر تصريحات له حول الأزمة الليبية إن العمليات العسكرية البريطانية في ليبيا كلفت 420 مليون دولار، مشيرا إلى أن الذخيرة استهلكت ما يزيد على نصف هذا المبلغ. وقال فوكس في بيان مكتوب للبرلمان إن تكلفة العمليات بلغ 120 مليون جنيه إسترليني وتكلفة استعراض الذخيرة التي أطلقت 140 مليون جنيه استرليني. وجاءت هذه التصريحات ردا على شكوك أثارها ضباط بريطانيون كبار بشأن مدى قدرة بريطانيا على المواصلة وشكا قادة عسكريون بريطانيون من ضغوط القتال على جبهتين في أفغانستان وليبيا. وتشارك بريطانيا في عملية حلف شمال الأطلسي العسكرية في ليبيا لتنفيذ منطقة حظر للطيران منذ مارس الماضي ، وقالت الحكومة في بادئ الأمر إن العملية ستكلف عشرات الملايين، لكن وزير الخزانة، داني الكسندر، قال الأسبوع الماضي إن تكلفة المشاركة البريطانية في العملية قد تصل إلى ”مئات الملايين”. وفي وقت تتجه فيه إيطاليا لتعليق مشاركتها في الحملة الجوية العسكرية في ليبيا، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، على ضرورة تجديد الدعوة إلى الزعيم الليبي معمر القذافي ”للتخلي عن السلطة فورا” وتجديد الدعم ” للتحول الديمقراطي في ليبيا”. وأكد أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، على مواصلة المهمة العسكرية في ليبيا حتى النهاية وذلك ردا على الدعوة التي أطلقتها إيطاليا لتعليق العمليات العسكرية. وقال راسموسن، في مقابلة أجرتها معه صحيفة ”لوفيجارو” الفرنسية نشرت أمس، ردا على سؤال حول الدعوة الايطالية ”كلا، بل بالعكس، نحن مصممون على مواصلة المهمة حتى النهاية”.