يصرّ العشرات من سكان قرى بلدية أعفير أقصى شرق ولاية بومرداس، البالغ عددها 24 قرية، على مواصلة احتجاجهم بعدما قاموا بغلق مقر البلدية، منذ الأربعاء المنصرم، احتجاجا منهم على غياب أدنى شروط العيش الكريم، بدءا بانعدام الماء الشروب واهتراء طرق ومسالك القرية التي تعاني كل مظاهر الإقصاء والتهميش، وانتهاءً بغياب الإنارة العمومية وحسب سكان 24 قرية أهمها تيسيرة، بومعطي، تيلزازين، البهاليل، أعبادة، الزاوية وأجقار، الواقعة بإقليم بلدية أعفير بأقصى شرق ولاية بومرداس على الحدود التي تفصل ولاية بومرداس بتيزي وزو، فإنهم يعيشون أوضاعا معيشية صعبة، جعلتهم يقدمون على غلق مقر البلدية احتجاجا منهم على الإقصاء والتهميش الذي يعانون منه منذ سنوات. وأول مشكل طرحه سكان القرية ل"الفجر"، هو غياب الماء الصالح للشرب عن حنفياتهم منذ سنوات، ما جعلهم يعانون الأمرّين للحصول على هذه المادة الحيوية خاصة مع كثرة استعمالاته في فصل الصيف، حيث شهدت المنطقة ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة بالموازاة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، الأمر الذي زاد من حاجتهم بشكل ملحّ على هذه المادة. وأكد السكان أنه تم تجديد شبكة توزيع الماء الشروب منذ حوالي سنتين غير أنه لم تستعمل بعد لأسباب يجهلونها. أما ثاني مشكل طرحه المحتجون على "الفجر"، الذين كانوا في قمة الغضب، هو اهتراء طرقات ومسالك القرى التي تحوّلت إلى مطبات ترابية وحفر منتشرة عبر كافة الأرجاء، التي تتحوّل إلى برك وأوحال خلال فصل تساقط الأمطار، وغبار متطاير في فصل الصيف، الأمر الذي أرّق حياتهم وزاد من معاناتهم خصوصا كبار السن والمصابين بأمراض الحساسية والتنفسية. وأضاف المحتجون أن انعدام الإنارة العمومية زادت من معاناتهم، بعدما أصبح الظلام الحالك يخيّم على أحيائهم، الأمر الذي بات يهددهم وأملاكهم من طرف المنحرفين الذين أصبحوا يفرضون سيطرتهم، خصوصا بعد الارتفاع الملحوظ في عدد المخامر غير المرخصة التي تستقطب العشرات من الغرباء الذين عادة ما يدخلون في مناوشات مع أهالي المنطقة. وأشار سكان البلدية إلى الوعود التي بقيت حبرا على ورق - على حد تعبيرهم - والتي تلقوها من المنتخبين المحليين، أثناء الحملة الانتخابية للعهدة الحالية، وأضافوا قائلين إن كل تلك الوعود ذهبت في مهب الريح، بدءا بتوفير الماء الشروب، الإنارة العمومية، غاز المدينة، مرافق عمومية، توفير السكن في إطار البناء الريفي، إضافة إلى توفير مناصب شغل لفائدة السكان المحليين. وفي السياق ذاته، أكد السكان أن كل هذه البرامج والمشاريع لم تر النور بعد وبقيت حبيسة أدراج البلدية، وقد أكد سكان أعفير ببومرداس تمسّكهم بحقهم ومواصلة احتجاجهم بغلق مقر البلدية إلى غاية التوصل إلى حلول ملموسة بعيدا عن الوعود الوهمية والمراوغات الكلامية التي جعلتهم يعيشون أحلام اليقظة في عزّ أيام الصيف المشمسة على حد تعبيرهم.