لم نتلق أيّ مساعدة تذكر من الجزائر رغم أنه كان عليها أن تساعدنا يتحدث خالد كعيم، نائب وزير الخارجية الليبية، في هذا الحوار الخاص مع “الفجر” بقلب العاصمة طرابلس، عن تطورات الأزمة الليبية، وتداعيات الموقف البريطاني الأخير، معرجا على الموقف الجزائري من الأزمة ومزاعم سفينة الأسلحة التي تحدث المجلس الانتقالي عن رسوّها بميناء جن جن بجيجل. كما يكشف كعيم لأول مرة عن تسجيل صوتي لأتباع مصطفى عبد الجليل، يظهر مدى ضعف حظوظهم في حالة تنظيم انتخابات مفترضة بريطانيا تريد نصيبها من المال الليبي وتستعمل ورقة المقرحي لتبرير موقفها الانتقالي قال لممثلي دول الناتو إنّ حظوظه في انتخابات مفترضة معدومة تحدثتم في الندوة الصحفية الأخيرة عن تطورات الموقف البريطاني ووصفتم قرار وزير الخارجية، وليام هيغ، بغير الشرعي، لكنكم تجاهلتم الحديث عن تصريحات المجلس الانتقالي الأخيرة، والتي اعتبرت هذا الثلاثاء، آخر أجل ممنوح للعقيد للتخلي عن السلطة، هل لكم أن تعلقوا على تصريحاتهم؟ المجلس الانتقالي أكبر أضحوكة في التاريخ. أعرف أعضاءه شخصيا،، مصطفى عبد الجليل إنسان بسيط جدا وكان يخاف من عدسات الكاميرا، أستغرب كيف أصبح اليوم يواجهها.. أما محمود جبريل، فهو أصغر من الردّ عليه، كلنا نعرف أنه سارق محترف وأعلى وظيفة تولاها في حياته المهنية كانت مدير مركز تدريب.. تصريحاتهم أكبر من مقاسهم. ما الذي جدّ إذن في تركيبة عبد الجليل النفسيّة، حتى صار قادرا على الوقوف أمام كاميرات العالم؟ هناك قوى عظمى تقف وراءه، متمثلة في فرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة بنسبة أقل، لكن أشير إلى أن هناك نية فرنسية خالصة لأن يكون محمود جبريل رئيس الحكومة القادمة، لغاية في نفس ساركوزي. كثر الحديث عن الأطماع الفرنسية في هذه الحرب، لكن وبالعودة إلى الموقف البريطاني الأخير، ما هي المعطيات الجديدة التي حركته راديكاليا لصالح المجلس الانتقالي؟ الموقف البريطاني يلعب على وتر الانتفاع من الأموال الليبية لاغير، لأنهم حاولوا منذ اجتماع اسطنبول أو ما سمي بلجنة الاتصال، من أجل إيجاد طريقة لرفع التجميد عن الأموال الليبية، أو جزءا منها للانتفاع بها، لكنهم فشلوا، فحاولوا أن يجدوا طريقا آخر لذلك من خلال اعتبار ما يسمى بالمجلس الانتقالي في بن غازي، حكومة مؤقتة، حتى يتعاملوا معها كبديل للحكومة الشرعية القائمة وبالتالي تسهيل الوصول إلى الأموال الليبية المجمدة، لكنهم سيصطدمون بعراقيل قانونية كبيرة. هذه قرصنة عالمية لا تختلف عن قرصنة البحار. رفع التجميد عن الأموال الليبية ومنح جزء منها للمجلس الانتقالي قد يعزّز موازين القوى لصالحهم، في الوقت الذي تشهد فيه منافذ المال إلى طرابلس انسدادا نسبيا، كيف ستتعامل الحكومة الليبية مع هذه المستجدات؟ بالعكس تماما، موقف المتمردين يضعف مع مرور الأيام، وسأكشف لك عن أمر حدث في الساعات الأخيرة، يدل على مدى ضعف موقفهم.. لدينا معلومات مؤكدة بأن لقاء أخيرا جمع بين ممثلي الدول الداعمة للمتمردين وممثلين عما يسمى بالمجلس الانتقالي، الذين أكدوا لهم أن الصندوق لن ينصفهم في حالة ما إذا جرت انتخابات في ليبيا، وبأن أي عملية سياسية سلمية لن تكون في صالحهم، كما قالوا لهم إن المستفيدين الوحيدين من أي انتخابات مفترضة في ليبيا؛ هما النظام الليبي الحالي والإخوان المسلمون. هذا ما قاله ممثلو المجلس المزعوم لممثلي الدول المساندة لهم، والحوار مسجل لدينا بالكامل وسنكشف عنه في وقته. تحدث وزير الخارجية البريطاني في خطابه عما اعتبره احتيالا من طرف الحكومة الليبية بخصوص التقرير الطبي حول صحة عبد الباسط المقرحي، المتهم الأول في قضية تفجيرات لوكربي.. برأيكم؛ لماذا يفتح وليام هيغ، اليوم، قضية المقرحي التي اعتقد العالم أن صفحتها طويت؟ شخصيا لست مطلعا على الحالة الصحية للمقرحي، لكنني أذكر أن الطبيب الذي أعد شهادة الحالة الصحية لعبد الباسط، طبيب بريطاني مشهور، وإذا كان تقريره خاطئا فهو الملام وليست الحكومة الليبية، كما أن خبراء الحكومة البريطانية وافقوا قبل سنتين على التقرير، فلماذا يرفع الوزير البريطاني اليوم هذه الورقة المحروقة، في الوقت الذي نقلت فيه صور فضائياتنا صور المقرحي وهو بجنب إخوانه في مظاهرة مساندة للقائد القذافي.. بريطانيا تبحث عن أي مبرر للخطوة غير المحسوبة التي قامت بها. هل قدمت لكم الوفود الممثلة للقبائل الليبية، التي زارت بعض الدول العربية بما فيها الجزائر، أي تقارير عن زياراتها؟ نحن الذين نقدم تقارير عن تحركاتنا لممثلي القبائل الليبية، وليس العكس، وأكيد أن معطيات زياراتهم إلى مصر والجزائر والمغرب، ستكشف في المؤتمر الصحفي الذي سيعقدونه لاحقا. على ذكر التقارير، قدم المجلس الانتقالي مؤخرا تقريرا للأمم المتحدة يزعم فيه رسوّ باخرة محملة بالأسلحة في ميناء جن جن بجيجل، موجهة، حسبه، لتمويل الجيش الليبي عبر الحدود التونسية، ما تعليقكم على الأمر؟ هذه إحدى شطحات المتمردين المجنونة، وأقول لك بكل أمانة إن الجزائر لم تقدّم أية مساعدات للنظام الليبي، ورغم ذلك نحن لا نلوم الجزائر على ذلك، لأنها ملتزمة بموقفها المنسجم مع موقف الاتحاد الإفريقي، كما عليكم أن تعلموا أن الجزائر لم تساعد أي طرف ليبي، رغم أنه كان عليها مساعدتنا نحن، باعتبار أننا الحكومة الشرعية للجماهيرية الليبية، ناهيك عن العلاقات الإنسانية والتاريخية التي تربط شعبي البلدين وحكومتيهما. ما هي الجهات التي خذلتكم ولم تتوقعوا منها ذلك؟ خذلنا الغرب، فبعد أن تنازلنا عن أسلحة الدمار الشامل سنة 2004، ووعدتنا حينها كلا من فرنسا وبريطانيا بتوفير درع صاروخي لحمايتنا، في حالة تسليم صواريخنا بعيدة المدى، هاهما تتشاركان اليوم في قصف شعبنا الأعزل.. من جهة ثانية، لم أتفاجأ شخصيا، بخذلاننا من طرف العرب، لاسيما دولة قطر، التي كنت دائما ضد العلاقة المتميزة التي ربطتنا بها، لأن جماعة قطر كانوا دائما ولا يزالون عبارة عن سماسرة.. وهاهي وجهة نظري تثبت، بعد أن كشف القطريون عن وجههم الحقيقي وعن مدى استعدادهم للسمسرة بأي شيء، حتى بالأخلاق، عبر قناة الجزيرة وحمد بن جاسم الذي اشترى عمرو موسى وحمله على رفع ورقة هزيلة للأمم المتحدة. عبد الإله الخطيب، مبعوث الأممالمتحدة، اجتمع أمس (مساء الثلاثاء الماضي)، مع أمين اللجنة الشعبية العامة، السيد المحمودي بغدادي، فما الذي نقله معه الخطيب إلى هيئة بان كي مون؟ على عبد الإله الخطيب نفسه الإجابة عن هذا السؤال، لقد قابلته كذلك بالأمس، وتحدثت معه بشأن عدم تمكين سفينة الأممالمتحدة من السفر بعدم منحها التأشيرة لذلك.. على الخطيب أن يجيبنا عن هذا السؤال: “هل هو مبعوث الأممالمتحدة أم مبعوث لجنة الاتصال”، حتى نعتبره وسيطا محايدا. هل لديكم استراتيجية معينة لاحتواء الأزمة الاجتماعية المفترضة في حالة امتداد عمر الحرب في ليبيا؟ عمر الأزمة الليبية اليوم 7 أشهر، ولازلنا صامدين، ونعد المواطنين الليبيين بأن الدولة ستواصل دعم الفرق في أسعار المواد الاستهلاكية، رغم أن منافذ الاستيراد مغلقة في وجهنا، حتى أننا لا نستطيع الاستيراد من الجزائر، لأن الإخوان في الجزائر ملتزمون بقرارات الأممالمتحدة، حيث طلبوا أن تمر كل عمليات التصدير على يد مفتش أممي، مع العلم أن بعض الدول وافقت على التصدير لنا خارج رقابة الأممالمتحدة. هل أنتم على اتصال مباشر أو غير مباشر مع المجلس الانتقالي؟ نعم، نحن على اتصال معهم، لكن هناك إرادة غربية تمنعهم من الجلوس معنا على طاولة المفاوضات. هل أنتم على اتصال يومي بالعقيد القذافي، وما هي أهم النصائح والتوجيهات التي يقدمها لكم؟ في الحقيقة لم ألتق بالأخ القائد في الأيام الأخيرة لانشغالي بوفاة شقيقي، رحمه الله، لكن زملائي في اللجنة الشعبية التقوا به، ويعرفون جيدا مهامهم الميدانية والسياسية والاجتماعية. نقلت بعض وسائل الإعلام في الساعات القليلة الماضية خبر مقتل أبو منيار، زوج السيدة عائشة، ابنة العقيد القذافي، هل من تأكيد أو تفنيد للخبر؟ هذا الخبر وقبله خبر مقتل عبد الله سنوسي وغيرها من الأخبار، خرطوشات فارغة، ولا أساس لها من الصحة، ونحن نعلم من يقف وراء ذلك، باعتبار أن أكبر وكالات العلاقات العامة تشتغل مع المتمردين ممثلة في شركة باتل بوكس، التي تقوم بحرب نفسية مفضوحة على الدولة الليبية. أشير إلى أن هناك نية فرنسية خالصة لأن يكون محمود جبريل رئيس الحكومة القادمة، لغاية في نفس ساركوزي. لا نلوم الجزائر على ذلك، لأنها ملتزمة بموقفها المنسجم مع موقف الاتحاد الإفريقي، كما عليكم أن تعلموا أن الجزائر لم تساعد أي طرف ليبي، رغم أنه كان عليها مساعدتنا نحن، باعتبار أننا الحكومة الشرعية