أشعل الدموي عبد المالك دروكدال، المدعو أبو مصعب عبد الودود مجددا الصراع القائم بين جماعته التي انضمت إلى تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة “حماة الدعوة السلفية” التي انشقت عن “الجيا” واتخذت منهجا مختلفا بأعالي جبال تيبازة والممتدة إلى المناطق الغربية وصولا إلى تيسمسيلت ، وأعلن بتنفيذه لمجزرة شرشال أمس الأول التي راح ضحيتها 18 قتيلا وأزيد من عشرين جريحا، تجدد الحرب التقليدية التي خمدت بعد تراجع أتباع دروكدال إلى المناطق الشرقية، في وقت فتح النار على نفسه من جهة الأمن الذي رفع جاهزيته للقضاء على آخر إرهابي يؤثر على استقرار البلاد. جازفت الجماعة الإرهابية المسلحة المنضوية تحت لواء ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال بتنفيذها مجزرة في حق ضباط أكاديمية شرشال الواقعة غرب الجزائر والتي تنشط بها جماعة “حماة السلفية” لأميرها أبو جعفر السلفي الشهير ب(سليم الأفغاني) واسمه الحقيقي محمد بن سليم، وأعلن بجريمته التي نفذها مساء أول أمس تجدد الصراع التقليدي الذي بلغ في عدة مرات درجة الدخول في اشتباكات عنيفة يكون سببها تدخل أتباع دروكدال في منطقة نشاط الأفغاني والتي لطالما انتهت لصالح هذا الأخير الذي يتميز تنظيمه بالسرية الفائقة والتكتم الشديد في كل ما يتعلق به من عدد عناصره وهوياتهم وحتى مخططاتهم وأهدافهم ويتحين الفرص المناسبة لتنفيذ اعتداءاتهم عكس جماعة دروكدال التي تعتمد أسلوب الضغط والسعي لارتكاب مجازر متسلسلة لإثبات وجودها لتبقى الصراعات الثنائية بين الزعيمين تفرض نفسها اذ لم يغفر مصعب عبد الودود لسليم الأفغاني تمرده على الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة و القتال التي اتهمها بتشويه “الجهاد”، وأعلن أكثر من مرة هدف تأسيس الجماعة الذي وجه لتصحيحها من التفكير المتطرف الذي جعلها تتبنى تفجيرات انتحارية يذهب ضحيتها مدنيون عزل وأعلنت معاداتها لها بسبب انتهاجها لما يعرف “بالتترس” التي يرفضها سليم الأفغاني. وحسب متتبعي الشأن الأمني فإن أبى مصعب عبد الودود أعلن الحرب على سليم الأفغاني الذي فقد الكثير من عناصره بعد عملية اعتدائية نفذها ضد مصالح الدرك في تيبازة قبل عامين وتسبب في مقتل عشرة منهم ، ولم يحسب أبو مصعب للأمر الذي يجعله مستهدفا من أتباع حماة السلفية الذين يسعون إلى تطهير الجماعة السلفية للدعوة والقتال ووضع حد لخليفة حسان حطاب المتباهي بجرائمه وعجرفته في إعلان مخططاته وأعطى لها ذريعة لمعاودة الصراعات بين الجماعات المسلحة في وقت أقحم نفسه في خانة ضيقة بعدما ارتكب جريمة راح ضحيتها 18 شخصا ، وجعل الأمن يعزز تواجده أكثر فأكثر ويعلن إصراره على ملاحقة هذا الدموي إلى غاية القضاء عليه وتصفية التنظيم الذي عاث فسادا شأنه في ذلك شأن جميع التنظيمات المسلحة التي تزعزع استقرار البلاد.