عكس ما شهدته خلال الأيام الماضية مختلف الولاياتالشرقية الساحلية من اندلاع لنيران أتت على مساحات خضراء شاسعة، فإن تقريرا صدر عن مصالح الغابات بولاية باتنة عد أن فصل الصيف من السنة الجارية كان الأقل ضررا على المساحات الخضراء والغابات عبر إقليم المنطقة بالمقارنة مع السنوات الماضية. وسجل سنة 2010 على سبيل المثال احتراق ما لا يقل عن 2850 هكتارا من الغابات والأشجار النادرة لأسباب طبيعية وبشرية ورقم وصف بالمخيف، وقد دعت ذات المصالح وجمعيات مهتمة بالبيئة إلى ضرورة التدخل بإجراءات سريعة لوقف زحف النيران على المساحات الخضراء بالولاية التي تجمع جزءا هاما من حظيرة بلزمة الوطنية. وقد بدأ خبراء منذ عدة سنوات يتحدثون عن ما يمكن أن تجره الحرائق بباتنة من مشاكل إيكولوجية تؤثر على الحياة البرية وحتى على سكان المناطق الجبلية القريبة من الغابات. وقد سجل خلال الثلاثة أشهر المنصرمة المن السنة الجاري احتراق 20 هكتارا فقط من المساحات الخضراء عبر غابات الولاية، وهو انخفاض كبير أرجعته مصالح الغابات إلى الحملات التوعوية والمنشورات التحسيسية التي دأبت على توزيعها الجمعيات المحلية والكشافة الإسلامية ومصالح الدرك وحماية الغابات. وقد شهدت هذه السنة فتح العديد من المناطق الجبلية والمساحات الخضراء أمام حركة العائلات والمتنزهين في مناطق كانت إلى وقت قريب في خانة المحظور، نظرا لتردي الظروف الأمنية. وقد ساعدت الوسائل المتقدمة في محاربة الحرائق في إبطال مفعولها بسرعة والحد من انتشارها إلى مساحات أوسع، بالإضافة لما يقوم به الفلاحون العائدون إلى مناطقهم بعد استتباب الأمن من استصلاح للأراضي وغرس الأشجار المثمرة، وهو ما يتزامن مع قيام أعوان الغابات بتطبيق برامج تشجير مكثفة منها غرس 1500 شجرة غابية و1250 شجرة زيتون. وقد استبشر المتخصصون خيرا بثقافة بيئية عالية أبداها المترددون على أماكن النزهة الجبلية على غرار مرتفعات الشلعلع، حيث لوحظ وعي كبير بالمحافظة على الطبيعة والأجواء الخضراء المريحة للأعصاب، بعد أن حرم منها المواطنون طوال العشرين سنة الماضية.