أينك يا إسماعيل مزيان، أين أنت من حماية الصالون الدولي للكتاب مما يتعرض له من سرقات وتهريب؟ أم أن المحافظ معناه أن يستفرد باسم المسؤولية على أهم موقع في قلب الصالون؟ بعض الناشرين المشاركين في المعرض ومنهم منشورات "ألفا" التي لها حقوق بيع منتوجات "هاشيت"، عمدوا إلى حيلة لتهريب الكتب وخاصة قواميس "هاشيت" و"لاروس"، المعفية -بسبب استيرادها من أجل المشاركة في المعرض - من حقوق الضريبة الجمركية التي تبلغ قيمتها 30 في المئة من السعر الإجمالي، ومن الضريبة على القيمة المضافة وهي 7 في المئة، وفي حال عدم بيعها في المعرض، يكون المستورد مجبرا على إعادتها من حيث استوردها (فرنسا)، وفي هذه الحال سيخسر تكاليف النقل مرتين، لكن الناشران عمدا إلى حيلة تتمثل في تجنيد فريق من الشباب يكلفونهم بشراء العشرات من المعاجم وإخراجها في أكياس خارج المعرض ومن ثمّ يتصلون هاتفيا بدور النشر التي يتعاملون معها يبلغونها بأن البضاعة جاهزة، فتأتي سيارة لنقل الكتب إلى مخازن بعيدة عن المعرض وتمنح كل شاب 200 دج على كل حمولة سرّبها من المعرض، وتتكرر هذه العملية عشرات المرات في اليوم طوال أيام المعرض. والنتيجة أن الطلبة والتلاميذ وباقي المواطنين الذين يقصدون المعرض من أجل اقتناء هذه القواميس بأسعار منخفضة، أي بحوالي 40 في المئة من سعر السوق، لا يجدون ما يبحثون عنه وبالتالي يحرمون منها، لأن القواميس هربت، في انتظار إعادة بيعها في المكتبات طوال أيام السنة بأسعار أعلى، لأن مهربها سيستفيد من قيمة ضريبة الجمركة ومن قيمة الضريبة على القيمة المضافة، ولن يكون مجبرا على شحنها وإرجاعها من حيث أتت. أليست هذه مافيا حقيقية، وتهريب وتحايل على المشرفين على الصالون، وضرب للثقافة والعلم، وللمواطن المنهك من الأسعار الباهظة، وغلاء المعيشة، خاصة وأن الصالون تزامن والدخول المدرسي الذي يكلف الأولياء وخاصة ذوي الدخل الضعيف غاليا. فأين محافظة الصالون من كل هذا؟