بعد أن كانت قطر الحليف العربي الأول إلى جانب الناتو في الحملة العسكرية على ليبيا، بدأت تظهر ولأول مرة ما يمكن تسميته بداية تخلي الغرب عن الدوحة كحليف بعد إنهاء نظام معمر القذافي، حيث اتهم دبلوماسيون غربيون بارزون قطر بالتدخل في الشؤون الليبية وتجاوز الاتفاقات الدولية لتحقيق أجندات خاصة. رغم أن قطر وفرت للغرب الحجة وغطاء الشرعية العربية على التدخل العسكري في ليبيا، عندما قادت الجامعة العربية بمعية دول الخليج، إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي بفرض الحظر الجوي على ليبيا، وهو ما سهل إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يفوض للناتو التدخل بذريعة حماية المدنيين، ورغم أن قطر أيضا ساعدت الحلفاء الغربيين في إسقاط نظام القذافي بالمال والمعلومات وحتى السلاح، إلا أن بوادر تخلي الغرب عن هذا الشريك العربي بدأت تلوح في الأفق بمجرد انتهاء مهمة إسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، حيث اتهم دبلوماسيون غربيون قطر، في تصريحات لصحيفة بريطانية، بخرق السيادة الليبية. وأفادت صحيفة الغارديان البريطانية الأربعاء أن دبلوماسيين غربيين اتهموا قطر بالتدخل في الشؤون الليبية، وتجاوز الاتفاقات الدولية لتحقيق أجندتها الخاصة. وقالت الصحيفة: ”هناك قلق متزايد بين الليبيين في المجلس الوطني الانتقالي والمسؤولين الغربيين بأن قطر، التي قدمت أسلحة للثوار الليبيين، تتبع أجندة خاصة لمرحلة ما بعد الحرب في ليبيا على حساب جهود أوسع لتحقيق الاستقرار السياسي في البلاد”. وأضافت إن القلق تزايد على مدى الشهر الماضي من أن قطر تتجاوز استراتيجية المساعدة المتفق عليها دولياً لليبيا لتقديم الدعم للأفراد والفصائل المساهمين في عدم الإستقرار السياسي المستمر في هذا البلد. ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي وصفته بالبارز لم تكشف عن هويته القول: ”هناك سؤال الآن حول ما يفعله اللاعبون الأجانب مثل قطر في ليبيا وما إذا كان مفيداً ويحترم السيادة الليبية، لكن هناك شعورا أيضاً بأنها تضرب عرض الحائط بقضية السيادة في البلاد”. كما نقلت عن مصدر دبلوماسي آخر ”أن جميع القوى الخارجية التي لها مصالح في ليبيا، ومن بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، لها أجنداتها الخاصة، ومع ذلك هناك شعور بأن دولة قطر توفّر الأموال والدعم لبعض الأفراد”. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مزاعم أيضاً بأن قطر، وبدلاً من دعم المجلس الوطني الانتقالي، اختارت دعم بعض الشخصيات الرئيسية المفضّلة بالموارد المالية وغيرها، وعلى رأسها عبد العزيز بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس. وقالت إن قطر اختارت الشهر الماضي أن تلقي بثقلها وراء مجموعة من الأفراد بمن فيهم الشيخ علي صلابي، رجل الدين الليبي المقيم في الدوحة، والذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع بلحاج، وكان وصف رئيس وزراء حكومة المجلس الانتقالي محمود جبريل بأنه ”طاغية في طور الإعداد”.